حسين عبروس - أدب الطفل..والذكاءالإصطناعي..

في زمن التواصل الإجتماعي العابر للقارات،وفي زمن الثورة التكنولوجية العارمة من الذكاء الإصطناعـي العابرللعـقول،والأذهان والأفكارما تزال ثقافـة الطفل عنـدنا في الوطن العـربي تتموفع في دائرة الخرافة الساذجة التي لا تقدم شيئا للطفـل العربي سواء كان ذلك في الريف أوفي المدينة،خرافة لم تتجاوز السردالذي تؤسـطره تفاصيل الوهـم، وتموسقه مواكب الأفكار المحـتالة علـى أذهان الناشـئة من أبنائنا الصغار،ومايزال الوعظ سيّدايترجل من علـى خيولـه ليقول الكاتب: على لسان الحيوات ما يشاء،وفـي كثيـر من الحالات رجما بالغـيب،كما لا يزال العنف هو من يصنع تلك المشـاهد المتخيّلـة المسموعـة،والمقروءة والمرسومة عـبر أشـرطة الرسوم المتحرّكة،وعلى صفحات الكتب التي تسوّق في معارضنا الدولية،وفي كتبنا المدريسية على أنّها في متناول الصغار،وذلك تحت توقيع فئة كثيرة ممن يجهلون الطفل ،ويجهلون الكتابة له سواء كانت قصة أو رواية،أو مسرحية أو قصيدة "نشيدا"،فأدب الطفل عندنا اليوم في حاجة إلـى ضـخّ دم جديـد من الأفكار الذكيّـة،وأفكاردم جديـد من الأقـلام المبـدعـة الموهـوبةالواعـدة التي تجيد احترام شروط فن الكتابة للطفل باحترافية عالية في الإبداع والتعبي الفني،وفي حاجة إلى معرفـة فنّيات عرض النص القصصي الهـادف،والمشوّق الذي ينسي الطفـل جهـاز الهاتف الذكي واللّوحـة الإلكترونية التي تسيطر تفاصيلها على نقسيته،وعلـى حركات أنامـله الصغـيرة وكلّ أفكاره وجورحه، فطفلنا اليوم يتطـلّع بحب وبشـوق كبيرإلـى مـن يأخـذ بيـده من المبدعين والفنانين والموهوبين ،ويدخلونه إلى عصر الذكاء الإصطناعي،وإلى عالم الفن والإبداع والتأمل وهويقرأ نصّـا جديدا في كتـابـه المدرسي،وفي مكتبتـه المنزلية الورقـية ،أو مكتبتـه الإلكترويـة وهو ي كل الحالات يقرأ ليتعلّم،ويكتشف ليحلم،ويتأمّل ليضحك ويحاول تجميع كلّ هذه الحالات والمواقف ليبدع،وهو يتجاوز كلّ تلك المراحل العمرية من الواقعيّة المحدودةإلى الخيال المجنّح وإلى المغامرة الممتعة، كي يتجـاوزسن المراهـقة المرهقـة بسلام،وذلك بالنسبـة للبنين والبنات وهنا أقول لكم :أيّها المبدعون في وطننا العـربي رفقا بأطفالنـا،وبماتقدمـونه لهـم من إبداع أدبي وفني من رسوم وأقلام،ورسوم متحركة ومقاطع موسيقيـة وغنائيـة ،فـوراء كل نـجاح فـي ذلك يكون الفضل للنص الإبداعيـ الكبير المتنميّز الذي يحمل طفرة في الجمـال ورقّـة في الإحساس ومتعة في الذوق ،وقدرة كبيرة في صناعة شخصة الطفل المتوازنة بين الرّوح والجسد ،وبين الجمال الذي لا حدود له مع عصر الذكاء الإصطناعي الذي يهددأجيال المستقبل والشعوب التي لاتحسن استعمال الإبداع والتربية في تنمية قدرات الأجيال على التفكير والتطوّر .
  • Like
التفاعلات: حسين عبروس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى