عزالدين الماعزي - الخروف الأبيض

عمّ الهرج والمرج البيت الكبير في البادية، وأنا أنقل لهم خبر اختفاء الخروف الأبيض في عز لهيب الصيف.
التفت عمي سائلا : أين كنتم..؟ ومن كان يرعاهم أيها البغال..؟
قلت مسرعا إنه دور أخي (سعيد) اليوم.
أمامنا كان أبي صامتا، لكنه يخفي غضبه أمام أخيه الكبير، يجرّ دراجته النارية الصفراء خارج البيت قائلا :
لنذهب للبحث عنه قبل أن تغرب الشمس.
وخرجا كل واحد في اتجاه ..
أبي شرقا، وعمي غربا، أما أخي (سعيد) فلا يعلم أحد ما الذي يفعله الآن بعد هذه المصيبة الكبرى ..
أتخيله باكيا، خائفا من غضبة أبي، ومن لومة عمي والبقية، وأنه يبحث ويبحث في كل الامكنة التي كنا نرعى فيها الغنم ..
أدخلنا بقية الغنم إلى الزريبة وطفحت أعدها واحدة تلو الأخرى دون أن أخطئ وكان يظهر أن الخروف الأبيض الذي كنت أباهى به أقراني هو الغائب الوحيد عن القطيع .
خروفٌ لون وجهه أبيض بقرنين كبيرين.. مشاكسا، كثير النطح يدافع عن القطيع متعاركا مع أعدائه وأقرانه ويكاد يغلبهم كلهم وياما صفق له الجميع. أحس بالزهو وأنا أطعمه بيدي حفنات شعير زائدة وكميات من الذرة الصفراء ليكبر ويكبر ويغلب الأعداء الكثر ..
وقفت جنب أمي وخالتي وزوجة عمي ننتظر غروب الشمس وهم يترقبون مقدم أبي وعمي.. متسائلين هل وجدوا الخروف أم لا ..؟
أمي تتظاهر وتقول أنها لن تترك الخروف مع القطيع هذه المرة، لأنه سيصبح خروف العيد وأختي تطرح سؤالا :
- هل من الممكن أن يسرق خروفنا الأبيض؟
أما أنا فأبدو حزينا واجما ونغمة الفقد تكبر داخلي
من بعيد، كان أبي راجلا يجر الدراجة رفقة عمي وخلفهما يظهر أخي وعلى ظهره الخروف الابيض بقرن مكسر .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى