كاظم حسن سعيد - .الاصرار على الهش

مرقط وزنجيان ,ثلاثة كلاب اقرب الى طباع البوليسية ,سطح بلا رواق , نرجس امرأة متزوجة عطشى لعصر الغرباء...هذا الجسد المزود بطاقة بركانية و الاضلع الستيل وتلك الروح التي تخطت حقول الرهبة وخرافة السمعة .. تتدثر بلون خمري وشعر استعراضي وعينان تمطران شهوة وشهية .تنتظر الليل بصبر نملة لتلج مرجل الصهر باجسادهم النهمة فاذا الهش ينحر الامنيات (اهش بها على غنمي ) ترددها كثيرا وهي تثرم البصل لزوج متفحم المشاعر ومتثلج همه يطور الكرش ويضخم جثة النقود .
ـ ((الّا اهش )).. كان يحدث صاحبه مبتسما وهما يصطادان حتى بعد منتصف الليل في رصيف لتفريغ السفن .. ((الّا اهش ))..
كان الهنود يرطنون ويعملون بجد وجهد واخلاص لا احد يضم رأسه الجميع يقاتلون .. وكانت الرافعة تحمل اكياس التمر من الشاحنات لقلب اللنج العتيق .. حاول سامر يجاملهم فتكلم جملة هندية حفظها طفلا وجملتين فارسية ومفردات انكليزية لكنهم لم يستجيبوا كان الحذر داؤهم المستحدث من العراقيين .احسه وهو يعتلي سلم الحديد من ارضية الرصيف للزورق ويخبيء قنينة الخمر بلباسه الداخلي مقابل كيس تمن اعطوها لرجل الامن احسه يعلن بصمت عن انتصار وكرنفال ..غطوا التمر بحرص بسجادات من النايلون الملون الثخين وقيدوه بقوة واتقان وهم يرطنون ويتصايحون ويتقافزون ... فلما انتهى عمل الشفت الاول وانطلق الثاني فاخذ احدهم يغرز المسامير بمطرقة مدربة على خاصرة اللنج عندها هرعوا لهواتفهم وانزوى كل احد بعالم سري عميق ..في اللحظة التي هبط فيها اللنج بالجزر مسافة مترين حتى قاربت حافته مستوى الرصيف. هناك تعكر وتوحل الماء وظهر القبح فقد اهمل الميناء وتعطلت رافعاته الالمانية من زمن بعيد وظهرت مساحات الطين المسوّد المتعفن في صميم الارصفة .
عندما كرر جملته التي تميتك ضحكا (الا اهش ) .. كان الرصيف خامدا حتى الكلاب والقطط آوت للهجوع وحدهما الصيادان والقمر يسهران وقد تدفق الهزيع الاخير من الليل المضيء .. ذهبوا لاحلامهم المفزعة ودخلوا حروبا وفاقات في احلامهم ومرارة غدر وخيانات .. اتريدهم يحلمون بالازهار ,,, بقبلات نارية على رقبة حبيب .. بجلسة استرخاء في حديقة مع رذاذ مطر وفنجان قهوة ... لا اعتقد ... فهم يسمعون اصوات الذئاب في نومهم وهجمات الوباء وسخرية القدر من اصرارهم .
ـ ولماذا تهش عليهم الكلاب كلما قصدوها من حديقة شبه مظلمة خلف المنزل ؟!
ــ لانها تكرهنا ..
لفوا خيوط البلد وراكموا اغراضهم في مكان واحد استعدادا للرجوع وقصدوا الشباك ليسحبوها من الماء بمكان اخر وحينما اكتمل كل شيء انتظرا يأتي صديقهم المسؤول ليقلهم للبوابة ...خيوط الشمس شرعت بالسيلان على الامواج الزاخرة بالاسرار .. القى نظرة على العتلات والرافعات والمكائن الالمانية اليابانية المعطلة ... القى نظرة على طحالب مكاتب الاحزاب هناك حيث يتم تراكم الثروة .. كان فنجان القهوة ما يزال بيده والهنود واصحاب الشاحنات يغطون بنوم ابدي فسأله :
ــ لو تركتها ترتاح بهم فهم ثيران لم تدجن وهي خبرة
ــ فضحك : <تدري دعتني يوما مساومة )كلي لك فقط اتركهم يصلون(>........ لكني اغفو طرف السطح واصر اهش كلابي عليهم .. لن ترتاح وانا هنا ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى