د. عيد صالح - قلت فليكن الشعر

ولتكن القصيدة عذراء تستحم في غبش الفجر
تنفض عنها ما تراءي من كوابيس
وما علق بها من الأطلال والرمال الزاحفة
في عراء الطبيعة وتجاعيد العصور
قالت الحروف كيف أخلص نفسي من التكلس والهشاشة
وقد انحني ظهري وتقوست ساقاي
كيف أتشكل دون ماء يجري في عروقي
وكيف أجمع بين الشفاه في قبلة دون إكسير الحياة
في حياة ليس بها حياة
قالت النقاط اجمعوا الحروف قبل أن تضعوني في غير مكاني
حيث لا معني للكلام بدوني
وخذوني علي شراشف البوح والتحام حرفين عاشقين
في محفات الوجد وأيكات النعيم
هتف الفجر لا ضير من صورة عذراء أو مجاز مغاير ..
قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ..
وتلتف الحروف علي الحروف في أوج اشتعال الخيال
لكنها الأشباح والجنيات تهجم في صلف وشراسة وجبروت
قلت يا فجر لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي
ولا تغلق الباب دوني
قالت الأشباح والجنيات ويحك كيف تجرؤ علي اقتحام خلوتنا
وأنت بعد لم تخلع رداءك في حضرة الشعر
لم تقدم طقوس الغواية
لم تنثر البخور والتعاويذ
قلت كيف وأنا مصطل بنار القصيدة ولظاها
قالت الحروف وقد دبت الحياة فيها وزغردت النقاط آخذة زينتها
ها أنذا بين يديك خذني وحلق بي ما تشاء
قلت وأنا غير مصدق أنا طوع أمرك
قالت القصيدة هئت لك

٢٩ يوليو ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى