أمال أرأيا - شموخ إنثى!

"إنتي يا آمال ما خائفة من بكرا"؟
يطرح علي البعض من أصدقائي هذا السؤال من حين لآخر، فارد عليهم انا أيضا بسؤال: "وليه أخاف وربنا موجود"؟!
لقد اضعت سنين كثيرة من عمرى في خوف غير محدود مما قد يحمله (بكرا)، بلغت مرحلة متقدمة في السعي خلف ما اريده وفشلت، فكرت وخططت ل(بكرا)، حتى لم يعد (بكرا) يعني لي شيئا.
في احدي مراحلي العمرية كنت ادور وحيدة في دوامة من الصعاب المعقدة التي عصفت بحياتي السعيدة، وكادت أن تكسرني وتطيح بإتزاني، فقد فاقت أسئلتي الأجوبة وأصبحت النقطة الوحيدة الواضحة هي إنني كنت أفقد ثباتي تدريحيا وأنا بكامل وعي.
اجبرتني تلك الملمات على الدخول في مواجهة مباشرة مع نفسي، وضعت كل أوراقي بكل صدق ونزاهة أمامها ودخلنا لأول مرة في محادثة لائقة وطويلة، صادقة وصريحة، تخللها الكثير من الجدال والنكران ولم نترك زاوية معتمة إلا وخضنا فيها. في نهاية المناقشة عاهدت نفسي بأنني لن أجعل قلقي يتجاوز نفس يوم حدوثه ولحظة وقوعه، وأن أواجه الصعاب وأتخطاها الواحدة تلو الأخرى، وأتجنب تبريرها أو تراكمها.
أنا لا اخشي المجازفات الحياتية ولكنني أتفاداها اذا وجدت لذلك سبيلا ولا أخاف الإصطدام ولكنني أفضل الإكتفاء بالإعتناء بركني الهادئ البسيط الذي يشعرني بالأمان والاطمئنان، فالواقع الحالي لا يشجع العاقل سوى على التريث والتأني.
الحياة مدرسة كبيرة، وأنا مجرد طالبة اخرى فيها، لا يميزني شيئا عن سواي. أحاول دوما التعلم من اخطائي وأستخدم خبرتي المتواضعة لتصحيحها، واذا استعصى على أمر لا أتردد في الخروج من منهجها النمطي والبحث بعمق أكثر في تجارب غيري، ولا أخجل من الإعتراف بفشلي وطلب العون والمشورة من الأهل والأصدقاء فقد وجدوا لذلك.
هناك درس مهم جدا علمتني له الحياة بطرقها القاسية وهو إنني (أنا) الوحيدة التي تملك السلطة في إختيار الأرض التي أرغب في خوض معاركي فوقها، و(أنا) من لها حرية الإختيار بين القتال والإستسلام، و(أنا) قد ولدت محاربة تمتلك إرادة حرة والإستسلام ليس في قاموسي أو من شيمي.
اعترف بأن لدي لحظات ضعف ومخاوف كالجميع تماما، فقد سبق واتخذت قرارات خاطئة وحذوت حذو أشخاص لم يكن على الإقتداء بهم، وقد تعلمت درسي تماما.
لست واهمة لتتملكني تخيلات إمتلاك حكمة الحكماء او قوة الأبطال، هذا ينافي المنطق وطبيعتي العفوية، ولكنني أمتلك كبرياء أنثى مستقلة، تسير شامخة، مرفوعة الرأس ومنتصبة القامة في أزقة وطرق بلد الشتات كأنها تمتلك العالم كله.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى