في الحقيقة ليس لدي ما أكتبه، سطا ليلة أمس لص على بيتنا، شرع يعبث في الأشياء عرفت هذا وقد تناومت،من الحكمة أن يحافظ الإنسان على حياته حتى ولو سلبه اللص بطاقة هويته؛ لم يكن طالب مال ولا قطع ذهب فنحن ولله الحمد نعتاش على راتبي الذي لا يكمم فمي سواه!
نسيت أن أخبركم أن موظف البريد عطل صرفه حتى إشعار آخر؛ربما ظن اللص أنني أمتلك خزانة أضع فيها تلك المفردات ومن ثم أخيطها جملا.
هذا وارد على أية حال،لو كان ذلك ممكنا لكانت زوجتي أسعد الناس حظا؛ستتخلص من تلك اللوثة التي أصابتني على كبر؛أمسك بالقلم ومن ثم أكتب.
تلك عادة سيئة فولدي الأكبر يتبع أمه بل يعمد إلى حكاياتي فيطمس أثرها،يكتب لأصدقائه أن أباه رجل خارج منطق الحياة،ذلك لأنني لا أشتري له ثيابا جديدة،أكتفي بأن أقدم له نصائحي التي سمعتها كثيرا من أمي.
الصغار يتمردون دائما لن أشغل بالي بتلك الحماقات،بائعة الخضروات تغلي في الثمن،إنها لا تعرف قيمة المفردات الجديدة،دائما ما تستخدم نفس العبارات المعتادة ويا لحظها يأتي إليها الناس،أما أنا فلا أجد غير هذا اللص يفزعني في ثلث الليل الأخير،في البداية ظننته أحد هؤلاء الذين يمسكون بالهروات ويضعون أقنعة سوداء على وجوههم،حمدت الله أن كنت بفراشي لا أدري أي جناية سأتهم بها لو أمسكوا بي وبيدي القلم!
على كل فتحت عيني لأحدد ملامح اللص،لم يكن غير زوجتي ارتدت قناعا،وحرصت أن تخفي ملامحها جيدا،أعلم أنها تكره هذه العادة التي أصبت بها،من طرف خفي وجدتها تضع جنيهات معدنية جوار كل حرف تضع واحدا،تلك حيلة ماكرة حتى إذا ما أخذت من الخزانة كلمة لمع المال وأصدر بريقه ومن ثم أنصرف عن التفكير في اللعب بالكلمات.
تذكرت أنها كانت في لقاء سري،ربما أوصاها ذلك الذي أصدر أمره لماكينة البريد أن تعطل راتبي أن تفعل هذا،بالتأكيد هي تخاف علي وأجد منها شفقة لا حد لها؛كثيرا ما تعد لي الحساء الساخن في ليالي الشتاء،فقط هي تمل من فراغي،لا تأبه لكلماتي تود لو أنني امتهنت مهنة إضافية فمطالب الأولاد متزايدة.
ذات مرة أقبلت مبتسمة وهي نادرا ما تفعل هذا،تريد أن تحتفظ ليوم العيد بها،أشارت علي أن أقوم بالتلاعب في هجاء اللغة،من عطل ماكينة البريد طلب منها ذلك،سنعطى زجاجة زيت وبضعة أرغفة،ولا مانع أن نوهب كساء للشتاء.
ولأنني ماكر فقد مرت علي أحداث خطيرة،تعلمت منها أن أكون حذرا،قمت بربط كلماتي بحبل ينتهي طرفه بعقلي،حتى إذا ما مسها
نسيت أن أخبركم أن موظف البريد عطل صرفه حتى إشعار آخر؛ربما ظن اللص أنني أمتلك خزانة أضع فيها تلك المفردات ومن ثم أخيطها جملا.
هذا وارد على أية حال،لو كان ذلك ممكنا لكانت زوجتي أسعد الناس حظا؛ستتخلص من تلك اللوثة التي أصابتني على كبر؛أمسك بالقلم ومن ثم أكتب.
تلك عادة سيئة فولدي الأكبر يتبع أمه بل يعمد إلى حكاياتي فيطمس أثرها،يكتب لأصدقائه أن أباه رجل خارج منطق الحياة،ذلك لأنني لا أشتري له ثيابا جديدة،أكتفي بأن أقدم له نصائحي التي سمعتها كثيرا من أمي.
الصغار يتمردون دائما لن أشغل بالي بتلك الحماقات،بائعة الخضروات تغلي في الثمن،إنها لا تعرف قيمة المفردات الجديدة،دائما ما تستخدم نفس العبارات المعتادة ويا لحظها يأتي إليها الناس،أما أنا فلا أجد غير هذا اللص يفزعني في ثلث الليل الأخير،في البداية ظننته أحد هؤلاء الذين يمسكون بالهروات ويضعون أقنعة سوداء على وجوههم،حمدت الله أن كنت بفراشي لا أدري أي جناية سأتهم بها لو أمسكوا بي وبيدي القلم!
على كل فتحت عيني لأحدد ملامح اللص،لم يكن غير زوجتي ارتدت قناعا،وحرصت أن تخفي ملامحها جيدا،أعلم أنها تكره هذه العادة التي أصبت بها،من طرف خفي وجدتها تضع جنيهات معدنية جوار كل حرف تضع واحدا،تلك حيلة ماكرة حتى إذا ما أخذت من الخزانة كلمة لمع المال وأصدر بريقه ومن ثم أنصرف عن التفكير في اللعب بالكلمات.
تذكرت أنها كانت في لقاء سري،ربما أوصاها ذلك الذي أصدر أمره لماكينة البريد أن تعطل راتبي أن تفعل هذا،بالتأكيد هي تخاف علي وأجد منها شفقة لا حد لها؛كثيرا ما تعد لي الحساء الساخن في ليالي الشتاء،فقط هي تمل من فراغي،لا تأبه لكلماتي تود لو أنني امتهنت مهنة إضافية فمطالب الأولاد متزايدة.
ذات مرة أقبلت مبتسمة وهي نادرا ما تفعل هذا،تريد أن تحتفظ ليوم العيد بها،أشارت علي أن أقوم بالتلاعب في هجاء اللغة،من عطل ماكينة البريد طلب منها ذلك،سنعطى زجاجة زيت وبضعة أرغفة،ولا مانع أن نوهب كساء للشتاء.
ولأنني ماكر فقد مرت علي أحداث خطيرة،تعلمت منها أن أكون حذرا،قمت بربط كلماتي بحبل ينتهي طرفه بعقلي،حتى إذا ما مسها