بابان من الصاج اللامع متقابلان تحت الارض تفصلهما مساحة مترين من البلاط,احدهما ملطخ بالحناء وتعلوه الاية (من شر حاسد اذا حسد ) مخرمة بلون نيلي .. شديد الزرقة كتبت بخط النسخ .. يتصدر جدار احدى الغرفتين صندوق مفتوح من الامام من خشب الخيزران يعلوه قرآن كبير , ملفوف بقطعة خضراء, جواره قارورة من الزعفران .. واخرى بلون احمر فاتح واقلام حبر ومسبحة زرقاء .قريبا من الصندوق صفطت كتب بعناية (السحر العجيب في جلب الحبيب و شمس المعارف الكبرى وكشف المكتوم بالطالع والرمل بالنجوم ..)..وكتيبات صغيرة غلافها اسود واوراقها مصفرة من القدم ملئت بطلاسم ورسوم ملغزة .. قوارير مسك وحرمل ودهون هندية ومجسمات مزرقة لطرد الحسد والوان من الاحجار والحصى الملونة .. وانواع من البخور السائلة والصلبة ..وصور لمعركة كربلاء .. رضيع انغرز بنحره الرمح .. وفارس بلا كفوف ..وخيام اضرمت فيها النار ...رمال وقربة وعطش .. غرفة لها هيبة الطقوس الروحية , تدخلها النسوة بوجل , بخوف من المصير وامل لا يذوي .. هنا مختبر لاعماق الارواح والوصفات الادق للمفاتيح المستعصية , وهنا الاحتمالات المفتوحة .. وكشف الغيب والدليل الذي لا يخون للخروج من المتاهات الغيبية ..يدخلن حائرات ويغادرن زاخرات , هنا للوهم سلطة الحقيقة . الحاجة ام نسرين بلغت الخامسة والاربعين..تحتفظ بالبياض وجسد مروى بالعافية والحيوية وروح لا تقهرها السنوات او هكذا تبدو ..وجهها المستدير وعيناها الواسعتان التي نادرا ما ترمشان وسيماء سجود نقش وسط جبينها وكلامها الهاديء ونبرتها الواثقة وصوتها الدافيء اشارات مطمئنة للنساء .. تلتف بعباءة وحجاب اسود فيترشح منها الاغراء ..
وكان تبارك يبيع السجائر وعلب الكبريت على رصيف امام منزلهم , منعزلا كتوما هادئا يتكلم بصوت منخفض ,مع صوت المؤذن يكدس سلعه في صندوق حديدي ويغلقه ويعود بعد ساعتين ..كان يرصد نساء وفتيات مترفات وجميلات يدخلن منزل ام نسرين ويخرجن مزدهرات ..وقدر ان غالبيتهن من عوائل ميسورة ومن خلال الزي واللهجة علم بان بعضهن من دول خليجية ,.
واثار استغرابه ان ام نسرين تاتي اليه وتشتري علبة كبريت وبعد ساعة تعود تشتري اخرى وهي تكرر ذلك مرات عدة في اليوم ,وسالها مرة ماذا تفعل بعلب الكبريت ولماذا لا تشتري عددا منها مرة واحدة فكانت تبتسم ولا تجيب .. مرة قالت له :(انت على باب الله )..فاخرسته ..
كان يدخن كثيرا ويستمتع بالحديث مع اصدقائه الخلص ..لكنه الان يواجه محرقة شمس تموز بسقف من اوراق المقوى وبعض اكياس الجنفاص الفارغة .. وكان عليه ان ينتظر ساعة ليدخن سيجارة .. ساعة يقضيها بجزع وترقب في انتظار الدخان .. لا يسمح له الربح باكثر من ذلك .. وعليه ان يمتنع عن الحديث مع الغرباء .. ليبقى لغزا ولا يسمح للمتطفلين بالاختراق .
في ذلك المساء المدهش , المساء الذي لا يتكرر اتت ام نسرين كان الظلام مهيمنا الا من ضوء باهت يتقطر من مصباح يتدلى من قمة عمود اسطواني وقد فرغ الشارع تقريبا من المارة .. فقط عباءتها اللامعة وعطرها المثير .. وحيته وتناولت علبتين من الكبريت ونظرت اليه فاغضى فقالت :
ــ (كيف تراني ؟)
ــ انسانة طيبة
ـ (لا قصدت الخدود اهي موردة او مترعة ؟)
ولمست خديها .. كانها تهديه لباب مهم لم ينتبه اليه .. فتملكه الخجل او تمثيل حالة الحياء ..
قال :(طيبة )
فضحكت بخفوت ومضت تردد <طيبة .. طيبة>, وهزت يدها بحركة تشير الى عدم الرضا .
وحين استدارت لمح ارتجاج الارداف وخصرا ضيقا ربما لان ضوء سيارة القى بثقله عليهما او لانها لمحت لشيء غفل عنه ..وقال في نفسه : (ماذا تخطط هذه المراة اللغز الاربعينية ولماذا لم يهدا بابها من طرقهن )...
الغرفة الاخرى ابدا مغلقة تعلوها سلسلة ربطت بسلسلة وقفل .. تظهر منها همهمات غير مفهومة .. النبرات تشير على وجود فتاة او اكثر ورجل.. وصوت يشبه بث التلفاز .. لكن اميرة لم تهتم هبطت السلالم وفتح الباب الصاجي ودخلت فغمرها بخور هندي وجو روحي ..تلك الشقراء بعيونها الزرق وخصرها وشعرها الممتد بلا نهاية غامرا جسدا موهوبا بالتقوسات المنسقة والاهتزازات الراقصة .. وشامة قرب الزاوية السفلى .. الا ان بعض اسوداد قد نقش تحت الاجفان وعلامات على ادمان الارق ..
تناولت الحاجة ام نسرين ورقة من دفتر مدرسي واحرقتها ثم ابرزت ورقة بيضاء بلا خطوط ونشرت عليها الرماد ثم فتحتها واشارت اليها ان تنظر .. فثغر فم اميرة وصاحت انه هو بالضبط من شلع قلبي واوصلني للدمار .. انه هو ..فتبسمت الحاجة وقالت (ساجره اليك كما الخروف )..سيركع متوسلا لتقبلي به ..وجمعت اعشابا غريبة من قنان واكياس عدة ومزجتها ..
ــ اسمعي بنتي في ليلة الجمعة عليك ان تغلي هذه الاعشاب وتشربيها ساخنة في الساعة السابعة بالضبط لحظتها اكون اتلو فلا تتقدمي بالوقت ولا تتاخري .. السابعة بالضبط بعد ان تصلي ركعتين وتتطهري بالاستحمام والاستغفار .. قرطان من الذهب بصورة قلب ..وثلاثمائة دولار وحقائب من الملابس الفاخرة .. لقد طلق زوجته بعد اسبوعين وتزوج اميرة .كانت تضحك في سرها عليهن وتقول <هو رزق من الله ..المسكينات >. وهي تتفحص الاقراط .
ــ انا لا اثق لكني اتيت .. لانه جفاء في الفراش .. شخير ونوم عميق .. واظل مفكرة اجلس القرفصاء انظر لجثته وابكي طيلة الليل .. في الصباح يتناول الافطار بصمت ويترك لي نقدا ويمضي حتى الغروب وحين اساله يجيب <اوفر كل شيء لك وعملي اجهاد >.. من ستة اشهر روحي تذبل وتتهالك وجسدي يغطس في حفرة الخمول ..
فقامت الحاجة وهي في ثوب عشبي تزينه ازهار حمراء مخصر معطرة بالمسك وماء الورد .. فلحظت ملاك لمعة الديرم على الفم الصغير والخدود المترفة المحمرة وقالت في نفسها (كيف تتمكن وهي بوزن سبعين ان تسحب ثقل الارداف برشاقة وحيوية وهي تقترب من الخمسين .. ).. وتناولت ام نسرين عود مسواك وجلست قبالتها وقالت اسمعي
ـــ ساشذب العود بالمسواك بعدها تجيبين في أي عضو منك حدث شيء ..
مضت عشر دقائق وهي تقشر العود بسكين صغيرة وتتلو كلمات مبهمة بخفوت واسماء لها وقع غريب .. وقالت: (ها ؟ )
ــــــ خدر حدث في خنصري ...
ــ انا من وجهت للخنصر .. للخنصر بالضبط .
مضى شهران لم تتحرك جثة ابو احمد في الليل وظلت قرفصاء ودموع ..فعادت اليها .. فاخرجت ام نسرين منديلا ابيض وعقدته وتلت ايات واصدرت اصوات لا تفهم ثم تناولت قلم حبر وملاته من قارورة الزعفران وكتبت على المنديل ورسمت طلسما يشبه السلحفاة ومررت عليها ريشة من جناح هدهد..ثم امرتها ان تنام على بطنها واتت بعصا الخيزران وضربتها بها ثلاثا وهي تصرخ جاحظة متعرقة فصرخت ام احمد مرتجفة تشهق ثم داست على قفاها حتى تعرقت المرأة ..وخنقها الخوف واللهاث ..وازالت ستارة في الغرفة فتصدر باب صغير من الزجاج الملون وادخلتها الحمام هناك ..اجلستها على طبلة من المرمر اسطوانية وعرتها واخذت تصب عليها الماء .. كان ماء اخضر وضع في سطل نحاسي ..وفتحت ساقيها عنوة ومدت لسانها هناك ومررت الاصابع المتمرسة .. بدات ام احمد بالارتعاش ثم خمدت بعد تقلصات وشهقات ..
ــ ضعي المنديل داخل وسادته .. وعودي لاطمئن .
مضى عامان على زواجها , ام احمد . مخصرة وحوض جاذب وصدر منتفض.. ان اطبقت الشفتان تتداخلان كان صمغا يلصقهما ..لشفتها السفلى نضوج وسحر مرطبة ابدا ..
كانت ظهيرة تموز تصب مصهوراتها على الاجساد المنقعة بالعرق ..الناس تتوارى تحت أي ظل, منهم من يحمل مهافا يدوية او يبلل منديلا ويضعه على راسه .. في ذلك الجحيم اقتربت منه الحاجة وحدقت بعينيه بقوة واشارت اليه بالسبابة:
ــ <انت قادر>
ـ لم افهم ام نسرين
ــ اسمع ..لدي مشكلة في محكمة وانت القادر على انقاذي
ــ كيف
ــ اعمل لي سحرا او تميمة ..
فتبسم ..(يا حاجة من قال انا اعمل هذا ؟)
ــ فغرزت فيه نظرة مصممة واجابت <تستطيع >.. ومضت .. لم تكن تمزح .. كانت جادة وواثقة ..
فراى بعدما دخلت منزلها واختفت فتاة في العشرين تحمل اسطوانة ثقيلة وطويلة من الحديد.. اول ما لفته لمعان العباءة وجمال الفتاة ...كان رجل في الخمسين ضخم يغطي راسه بكوفية وعقال ويتبختر بدشداشة زبدة ساطعة ..رافعا رأسه بشموخ متكرش الوجه مشرب بحمرة .. وعبرا الشارع وهي تنقل الاسطوانة خلفة بمهارة وصبر وبلا تذمر..
واتت قبل ان يحزم علب السجائر والاقلام وعلب الكبريت .. بعد الغروب
ـــ ستفعل
ـــ نعم بعد ثلاثة ايام ليلة الجمعة ...
متنبئة بالمستقبل تحتاج متنبئا لا يتقن وليس عمله.. (كشاف فأل اخر العمر) قال في ضميره وهو يسخر .
لكنه عشية الجمعة اغتسل وصلى ركعتين ثم استقر وقرأ مقطعا من دعاء الافتتاح وقال (بعزتك وجلالك تكشف لي ) ... ثم فتح القران فقرأ :
(ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا ).فقال < استغفر الله> ... وحين سالته بعد يومين اجابها <انتظري الى يوم الخميس القادم >..وكرر التكليف في الخميس الثاني.. اذا ذات الاية تظهر له .. فاستغرب .
ما الذي يجري خلف الباب الصاجي المحكم بسلسلة وقفل ثقيل ..تحتاج سنوات لتعرف بعض اسرار البيوت والابواب الصامتة المغلقة غالبا ..
ظهرت بعد شهر ام احمد.. لقد فعل وكرر زوجها .. لكنها شعرت بالاشمئزاز وشجعته بالاهمال على النسيان فقد عزلت فراشها للابد عنه .. واتت بلهفة وحنين ورغبة جامحة للحاجة التي تمكنت من اكتشاف المفتاح ..طبختها على نار هادئة .. مضرمة فيها رغبات نارية .. وحدست ام نسرين ذلك وقراته بمهارة (ستقدمين الذهب وانت خاضعة بذل وراكعة ايتها الساقطة )..
ــ اسمعي ام احمد , افهميني بوضوح
خاطبتها وهي تداعب الخصلات .. واضعة راسها على الصدر كمن يهديء طفلا فزعا ..
ــ خالتك ثرية .. اذهبي واسرقي مصوغاتها الذهب وخبئيها بمكان .. واخبريني عنه .. واتركيها تلطم وتدمي الخدود .. بعدها قوديها هنا لنكشف لها مكان الذهب .. الان مع السلامة .. حصتك بامان وساسليك حتى تشبعي .
لم يكن تبارك يعرف سلمان .. لم يلتق به يوما ولم ير احدا يشبهه .. متعملق الطول, ضخم ’ بدشداشة رصاصية وحين تتامل وجهه تخمن بان فيه مسا من الجان ..
رد عليه التحية وصافحه .. تردد قليلا وقال لتبارك
ــ اناس متقون ارسلوني اليك ...هناك دعاء اريدك ان تلقنني اياه حتى احفظه فانا امي ..من الثامنة صباحا حتى التاسعة ثم اعيدك هنا بمركبتي ..وانا بخدمتك لاي مبلغ تطلبه ..
ـــ كم يتطلب ذلك ؟
ــ ربما اسبوع او اسبوعان ...
تناول قدح الشاي واخرج كيس التبغ .. وباصابع غير مدربة حاول لف السيجارة .. كانت امراة اربعينية متشحة بالسواد ملتفة بعباءة محجبة بشيلة تغطي راسها .. وهي تحمل رضيعا ذابلا ووضعته في حجر تبارك <مولاي طيلة الليل لم ينم فاقرا عليه دخيل جدك >...فذهل واصابته الحيرة .. لم يكن سيدا..ونظر الى سليمان فاشار اليه بحركات من رأسه على الموافقة .. لم يبتسم سلمان ..ولم يستغرب لانه خبر طبع امه فهي تؤمن بشفاعة السادة وقضائهم الحوائج لقربهم من الله .. وتتشرف بخدمتهم .. وقد علمتها امها بان بصاقا من ريقهم يكفي للعلاج من اشد الامراض فتكا .. وتمتم تبارك بصوت واضح وخافت وتمتمة (لم يلد ولم يولد ... صدق الله العلي العظيم ).. في اليوم الاخر استقر تبارك يقلب الطرف بلوحات حفظت بالواح جام ..نساء وصبيات فزعات على وجوههم احجبة بيضاء يهرعن من خيام مضرمة .. الامام العباس يحمل قربة على فرسه يدنو من نهر الفرات في عاصفة من الرماح ..اية الكرسي .. وسور قصار من القران مستوردة من ايران .لوحة تمثل اصحاب الكساء ..واتت ام سليمان ووضعت كيسا كبيرا قربه <مولاي يدك شفاء >..لم يعلم بان الطفل اصبح معافى ..وحين تحركت عجلة سليمان فتح الكيس قبل ان يشهر بسطته .. لم تفرحه الحلوى ولا البخور ولا السكر ـ رغم انه بسبب الافتقار له يمزج الشاي بالحلوى .. انه مدمن شاي ـ لقد فرح بعلب السجائر الوفيرة .وسحب نفسا عميقا من الدخان وتساءل ماذا خلف الباب المختوم بسلسلة .
ونظر الى الجهة الاخرى من الشارع على بعد ثلاثة بيوت من بيت الحاجة توقف شاب رشيق .. ورصد حركاته .. كان يقف واثقا يشبه لاعبي الجودو..جسده صنم الا راسه وعيناه فهو ينظر لحظات للامام ثم يمينا ويسارا واخذ تبارك يعد الارقام كحركات عقارب الساعة وكلما وصل الى الرقم خمسة تتحرك عينا الشاب .. يمينا.. يسارا.. والى الامام .. هل كان يرقبه او يرصد شخصا اخر كان يقف واثقا تحت ظل شجرة ..
ووضعتها في طست نحاسي مملوؤ بالماء ووضعت جوارها هاونا من النحاس وهي بثوبها الرماني ..قيل ان سفانة داست على عظم موبوء ليلا وقيل تعرضت لرؤية قط اسود ضخم ليلة الجمعة وقيل مسحورة .. واخذت تسكب عليها الماء وهي تتلو كلمات مطلسمة ..فجاة تعرقت ام نسرين وجحظت عيناها ونبضت عروق في جبهتها وتغيرت نبرتها واخذت تصرخ (اخرج .. اخرج ..ايتها القذارة اخرج )تصرخ وهي تسوطها بعصا الخيزران فاتخذت الفتاة وضعا جنينيا ثم بدا جسمها بتقلصات ونفثت زفرات وشهقات ثم احولت عيناها وبانت كمن تتقيأ..ولاح كأن ثعبانا نزل من جوفها في الطست ثم اخرجتها وممددتها على الفراش .
ادمنت ام احمد مداعبات الحاجة ام نسرين حتى عشقتها وخضعت لها ملبية أي امر منها .. كانت مرة في الاسبوع تعريها ..وتسحقها حتى درجة الانصهار وتتركها انثى في خدر وسكر واشباع ..وارتها اوضاعا جسدية اقرب للخيال حتى انها وضعتها في دولاب الملابس واغلقته عليهما ومرة علقتها من يديها في مروحة واغلقت فمها بشريط لاصق ..مسندة رجليها على طبلة صغيرة تزيلها عنها لحظات الذروة وتعيدها وتمرر ضمة من الشوك على الجسد الغض حتى يدمى ..ذات مرت اخذت تلسع فخذيها بجمرة سيجارة ..وفي كل مرة تغادر زاخرة بالرضا والارتواء تسح جسدا مثخنا باثار المعركة ..
ــ هل انت متزوج
ــ لا
عليك ان تاتي غدا في الفجر سترى الباب مفتوحا فادخل ...
تمكنت ام احمد ان تصطاد عددا من المراهقات والارامل ومن فقدن البكارة ويعشن عاصفة الرعب ..وتؤسرهن بيد ام نسرين الحديدية فتختبر قيمتهن الجسدية ومنسوب الاثارة والاستعداد للغطس عميقا في الدمن.. وتدخلهن دورة لشهر او شهرين ثم يتم تصديرهن عبر شبكة خفية لدولة خليجية ..ودفع الباب مع الضوء الاول .. الشارع سكون مطبق الا من قطط عابثة وكلاب جائعة..ومع الصحوة الاولى لاصوات الطيور على شجرة السدر دفع الباب ودخل واغلقه باحكام وهبط السلالم وراى الحناء والكتابات بخط بدائي قرب باب الصاج وتحرك يسارا فراى الباب الاخر بلا قفل وبلا سلسلة ..فهمست <ادخل >..تردد لحظة .. راى سريرا معلقا بسلاسل ذهبية مثبتتة بالسقف محجوبا بكلة زهرية وصاحت <اصعد> فصعد اربع سلالم فراها عارية تماما تنتظره من ساعة , ممدودة على البطن على بساط منثور من ازهار الجوري الحقيقية تؤطرة بعرض شبر ورود الياسمين الحية .وكلما ضربها بعصا الخيزران انت وصاحت <اقوى > بصوت مضمخ بالرغبة ..وراى طبلة من خشب الابنوس تنتصب على اربع قوائم اسطوانية مزخرفة وصورا اباحية تملا الجدران وبقايا خصلات بالوان عدة..والوانا لا تحصى من العطور وفي وسط الغرفة طبلة تراثية عليها قنينة خمر خضراء وكاسان ورمان يمني واناء لوز وفستق .. وكرسي بني قديم ...وقالت قبل ان ترتوي (لا تستغرب .. لقد وثقت بك وقراتك من اول نظرة ..انها الغرفة المختبر ..هنا يتم الترويض ومن هنا يتم التصدير .. اما انت فلي وحدي .. انا الجمال والمراة التي سحقوها فامتهنت الخدعة وتكسير الانوف الشامخة .. اذيقهن الذل واسقيهن بماء العبودية ..ستكون علب الكبريت وبسطتك قناعا فقط
وكان تبارك يبيع السجائر وعلب الكبريت على رصيف امام منزلهم , منعزلا كتوما هادئا يتكلم بصوت منخفض ,مع صوت المؤذن يكدس سلعه في صندوق حديدي ويغلقه ويعود بعد ساعتين ..كان يرصد نساء وفتيات مترفات وجميلات يدخلن منزل ام نسرين ويخرجن مزدهرات ..وقدر ان غالبيتهن من عوائل ميسورة ومن خلال الزي واللهجة علم بان بعضهن من دول خليجية ,.
واثار استغرابه ان ام نسرين تاتي اليه وتشتري علبة كبريت وبعد ساعة تعود تشتري اخرى وهي تكرر ذلك مرات عدة في اليوم ,وسالها مرة ماذا تفعل بعلب الكبريت ولماذا لا تشتري عددا منها مرة واحدة فكانت تبتسم ولا تجيب .. مرة قالت له :(انت على باب الله )..فاخرسته ..
كان يدخن كثيرا ويستمتع بالحديث مع اصدقائه الخلص ..لكنه الان يواجه محرقة شمس تموز بسقف من اوراق المقوى وبعض اكياس الجنفاص الفارغة .. وكان عليه ان ينتظر ساعة ليدخن سيجارة .. ساعة يقضيها بجزع وترقب في انتظار الدخان .. لا يسمح له الربح باكثر من ذلك .. وعليه ان يمتنع عن الحديث مع الغرباء .. ليبقى لغزا ولا يسمح للمتطفلين بالاختراق .
في ذلك المساء المدهش , المساء الذي لا يتكرر اتت ام نسرين كان الظلام مهيمنا الا من ضوء باهت يتقطر من مصباح يتدلى من قمة عمود اسطواني وقد فرغ الشارع تقريبا من المارة .. فقط عباءتها اللامعة وعطرها المثير .. وحيته وتناولت علبتين من الكبريت ونظرت اليه فاغضى فقالت :
ــ (كيف تراني ؟)
ــ انسانة طيبة
ـ (لا قصدت الخدود اهي موردة او مترعة ؟)
ولمست خديها .. كانها تهديه لباب مهم لم ينتبه اليه .. فتملكه الخجل او تمثيل حالة الحياء ..
قال :(طيبة )
فضحكت بخفوت ومضت تردد <طيبة .. طيبة>, وهزت يدها بحركة تشير الى عدم الرضا .
وحين استدارت لمح ارتجاج الارداف وخصرا ضيقا ربما لان ضوء سيارة القى بثقله عليهما او لانها لمحت لشيء غفل عنه ..وقال في نفسه : (ماذا تخطط هذه المراة اللغز الاربعينية ولماذا لم يهدا بابها من طرقهن )...
الغرفة الاخرى ابدا مغلقة تعلوها سلسلة ربطت بسلسلة وقفل .. تظهر منها همهمات غير مفهومة .. النبرات تشير على وجود فتاة او اكثر ورجل.. وصوت يشبه بث التلفاز .. لكن اميرة لم تهتم هبطت السلالم وفتح الباب الصاجي ودخلت فغمرها بخور هندي وجو روحي ..تلك الشقراء بعيونها الزرق وخصرها وشعرها الممتد بلا نهاية غامرا جسدا موهوبا بالتقوسات المنسقة والاهتزازات الراقصة .. وشامة قرب الزاوية السفلى .. الا ان بعض اسوداد قد نقش تحت الاجفان وعلامات على ادمان الارق ..
تناولت الحاجة ام نسرين ورقة من دفتر مدرسي واحرقتها ثم ابرزت ورقة بيضاء بلا خطوط ونشرت عليها الرماد ثم فتحتها واشارت اليها ان تنظر .. فثغر فم اميرة وصاحت انه هو بالضبط من شلع قلبي واوصلني للدمار .. انه هو ..فتبسمت الحاجة وقالت (ساجره اليك كما الخروف )..سيركع متوسلا لتقبلي به ..وجمعت اعشابا غريبة من قنان واكياس عدة ومزجتها ..
ــ اسمعي بنتي في ليلة الجمعة عليك ان تغلي هذه الاعشاب وتشربيها ساخنة في الساعة السابعة بالضبط لحظتها اكون اتلو فلا تتقدمي بالوقت ولا تتاخري .. السابعة بالضبط بعد ان تصلي ركعتين وتتطهري بالاستحمام والاستغفار .. قرطان من الذهب بصورة قلب ..وثلاثمائة دولار وحقائب من الملابس الفاخرة .. لقد طلق زوجته بعد اسبوعين وتزوج اميرة .كانت تضحك في سرها عليهن وتقول <هو رزق من الله ..المسكينات >. وهي تتفحص الاقراط .
ــ انا لا اثق لكني اتيت .. لانه جفاء في الفراش .. شخير ونوم عميق .. واظل مفكرة اجلس القرفصاء انظر لجثته وابكي طيلة الليل .. في الصباح يتناول الافطار بصمت ويترك لي نقدا ويمضي حتى الغروب وحين اساله يجيب <اوفر كل شيء لك وعملي اجهاد >.. من ستة اشهر روحي تذبل وتتهالك وجسدي يغطس في حفرة الخمول ..
فقامت الحاجة وهي في ثوب عشبي تزينه ازهار حمراء مخصر معطرة بالمسك وماء الورد .. فلحظت ملاك لمعة الديرم على الفم الصغير والخدود المترفة المحمرة وقالت في نفسها (كيف تتمكن وهي بوزن سبعين ان تسحب ثقل الارداف برشاقة وحيوية وهي تقترب من الخمسين .. ).. وتناولت ام نسرين عود مسواك وجلست قبالتها وقالت اسمعي
ـــ ساشذب العود بالمسواك بعدها تجيبين في أي عضو منك حدث شيء ..
مضت عشر دقائق وهي تقشر العود بسكين صغيرة وتتلو كلمات مبهمة بخفوت واسماء لها وقع غريب .. وقالت: (ها ؟ )
ــــــ خدر حدث في خنصري ...
ــ انا من وجهت للخنصر .. للخنصر بالضبط .
مضى شهران لم تتحرك جثة ابو احمد في الليل وظلت قرفصاء ودموع ..فعادت اليها .. فاخرجت ام نسرين منديلا ابيض وعقدته وتلت ايات واصدرت اصوات لا تفهم ثم تناولت قلم حبر وملاته من قارورة الزعفران وكتبت على المنديل ورسمت طلسما يشبه السلحفاة ومررت عليها ريشة من جناح هدهد..ثم امرتها ان تنام على بطنها واتت بعصا الخيزران وضربتها بها ثلاثا وهي تصرخ جاحظة متعرقة فصرخت ام احمد مرتجفة تشهق ثم داست على قفاها حتى تعرقت المرأة ..وخنقها الخوف واللهاث ..وازالت ستارة في الغرفة فتصدر باب صغير من الزجاج الملون وادخلتها الحمام هناك ..اجلستها على طبلة من المرمر اسطوانية وعرتها واخذت تصب عليها الماء .. كان ماء اخضر وضع في سطل نحاسي ..وفتحت ساقيها عنوة ومدت لسانها هناك ومررت الاصابع المتمرسة .. بدات ام احمد بالارتعاش ثم خمدت بعد تقلصات وشهقات ..
ــ ضعي المنديل داخل وسادته .. وعودي لاطمئن .
مضى عامان على زواجها , ام احمد . مخصرة وحوض جاذب وصدر منتفض.. ان اطبقت الشفتان تتداخلان كان صمغا يلصقهما ..لشفتها السفلى نضوج وسحر مرطبة ابدا ..
كانت ظهيرة تموز تصب مصهوراتها على الاجساد المنقعة بالعرق ..الناس تتوارى تحت أي ظل, منهم من يحمل مهافا يدوية او يبلل منديلا ويضعه على راسه .. في ذلك الجحيم اقتربت منه الحاجة وحدقت بعينيه بقوة واشارت اليه بالسبابة:
ــ <انت قادر>
ـ لم افهم ام نسرين
ــ اسمع ..لدي مشكلة في محكمة وانت القادر على انقاذي
ــ كيف
ــ اعمل لي سحرا او تميمة ..
فتبسم ..(يا حاجة من قال انا اعمل هذا ؟)
ــ فغرزت فيه نظرة مصممة واجابت <تستطيع >.. ومضت .. لم تكن تمزح .. كانت جادة وواثقة ..
فراى بعدما دخلت منزلها واختفت فتاة في العشرين تحمل اسطوانة ثقيلة وطويلة من الحديد.. اول ما لفته لمعان العباءة وجمال الفتاة ...كان رجل في الخمسين ضخم يغطي راسه بكوفية وعقال ويتبختر بدشداشة زبدة ساطعة ..رافعا رأسه بشموخ متكرش الوجه مشرب بحمرة .. وعبرا الشارع وهي تنقل الاسطوانة خلفة بمهارة وصبر وبلا تذمر..
واتت قبل ان يحزم علب السجائر والاقلام وعلب الكبريت .. بعد الغروب
ـــ ستفعل
ـــ نعم بعد ثلاثة ايام ليلة الجمعة ...
متنبئة بالمستقبل تحتاج متنبئا لا يتقن وليس عمله.. (كشاف فأل اخر العمر) قال في ضميره وهو يسخر .
لكنه عشية الجمعة اغتسل وصلى ركعتين ثم استقر وقرأ مقطعا من دعاء الافتتاح وقال (بعزتك وجلالك تكشف لي ) ... ثم فتح القران فقرأ :
(ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا ).فقال < استغفر الله> ... وحين سالته بعد يومين اجابها <انتظري الى يوم الخميس القادم >..وكرر التكليف في الخميس الثاني.. اذا ذات الاية تظهر له .. فاستغرب .
ما الذي يجري خلف الباب الصاجي المحكم بسلسلة وقفل ثقيل ..تحتاج سنوات لتعرف بعض اسرار البيوت والابواب الصامتة المغلقة غالبا ..
ظهرت بعد شهر ام احمد.. لقد فعل وكرر زوجها .. لكنها شعرت بالاشمئزاز وشجعته بالاهمال على النسيان فقد عزلت فراشها للابد عنه .. واتت بلهفة وحنين ورغبة جامحة للحاجة التي تمكنت من اكتشاف المفتاح ..طبختها على نار هادئة .. مضرمة فيها رغبات نارية .. وحدست ام نسرين ذلك وقراته بمهارة (ستقدمين الذهب وانت خاضعة بذل وراكعة ايتها الساقطة )..
ــ اسمعي ام احمد , افهميني بوضوح
خاطبتها وهي تداعب الخصلات .. واضعة راسها على الصدر كمن يهديء طفلا فزعا ..
ــ خالتك ثرية .. اذهبي واسرقي مصوغاتها الذهب وخبئيها بمكان .. واخبريني عنه .. واتركيها تلطم وتدمي الخدود .. بعدها قوديها هنا لنكشف لها مكان الذهب .. الان مع السلامة .. حصتك بامان وساسليك حتى تشبعي .
لم يكن تبارك يعرف سلمان .. لم يلتق به يوما ولم ير احدا يشبهه .. متعملق الطول, ضخم ’ بدشداشة رصاصية وحين تتامل وجهه تخمن بان فيه مسا من الجان ..
رد عليه التحية وصافحه .. تردد قليلا وقال لتبارك
ــ اناس متقون ارسلوني اليك ...هناك دعاء اريدك ان تلقنني اياه حتى احفظه فانا امي ..من الثامنة صباحا حتى التاسعة ثم اعيدك هنا بمركبتي ..وانا بخدمتك لاي مبلغ تطلبه ..
ـــ كم يتطلب ذلك ؟
ــ ربما اسبوع او اسبوعان ...
تناول قدح الشاي واخرج كيس التبغ .. وباصابع غير مدربة حاول لف السيجارة .. كانت امراة اربعينية متشحة بالسواد ملتفة بعباءة محجبة بشيلة تغطي راسها .. وهي تحمل رضيعا ذابلا ووضعته في حجر تبارك <مولاي طيلة الليل لم ينم فاقرا عليه دخيل جدك >...فذهل واصابته الحيرة .. لم يكن سيدا..ونظر الى سليمان فاشار اليه بحركات من رأسه على الموافقة .. لم يبتسم سلمان ..ولم يستغرب لانه خبر طبع امه فهي تؤمن بشفاعة السادة وقضائهم الحوائج لقربهم من الله .. وتتشرف بخدمتهم .. وقد علمتها امها بان بصاقا من ريقهم يكفي للعلاج من اشد الامراض فتكا .. وتمتم تبارك بصوت واضح وخافت وتمتمة (لم يلد ولم يولد ... صدق الله العلي العظيم ).. في اليوم الاخر استقر تبارك يقلب الطرف بلوحات حفظت بالواح جام ..نساء وصبيات فزعات على وجوههم احجبة بيضاء يهرعن من خيام مضرمة .. الامام العباس يحمل قربة على فرسه يدنو من نهر الفرات في عاصفة من الرماح ..اية الكرسي .. وسور قصار من القران مستوردة من ايران .لوحة تمثل اصحاب الكساء ..واتت ام سليمان ووضعت كيسا كبيرا قربه <مولاي يدك شفاء >..لم يعلم بان الطفل اصبح معافى ..وحين تحركت عجلة سليمان فتح الكيس قبل ان يشهر بسطته .. لم تفرحه الحلوى ولا البخور ولا السكر ـ رغم انه بسبب الافتقار له يمزج الشاي بالحلوى .. انه مدمن شاي ـ لقد فرح بعلب السجائر الوفيرة .وسحب نفسا عميقا من الدخان وتساءل ماذا خلف الباب المختوم بسلسلة .
ونظر الى الجهة الاخرى من الشارع على بعد ثلاثة بيوت من بيت الحاجة توقف شاب رشيق .. ورصد حركاته .. كان يقف واثقا يشبه لاعبي الجودو..جسده صنم الا راسه وعيناه فهو ينظر لحظات للامام ثم يمينا ويسارا واخذ تبارك يعد الارقام كحركات عقارب الساعة وكلما وصل الى الرقم خمسة تتحرك عينا الشاب .. يمينا.. يسارا.. والى الامام .. هل كان يرقبه او يرصد شخصا اخر كان يقف واثقا تحت ظل شجرة ..
ووضعتها في طست نحاسي مملوؤ بالماء ووضعت جوارها هاونا من النحاس وهي بثوبها الرماني ..قيل ان سفانة داست على عظم موبوء ليلا وقيل تعرضت لرؤية قط اسود ضخم ليلة الجمعة وقيل مسحورة .. واخذت تسكب عليها الماء وهي تتلو كلمات مطلسمة ..فجاة تعرقت ام نسرين وجحظت عيناها ونبضت عروق في جبهتها وتغيرت نبرتها واخذت تصرخ (اخرج .. اخرج ..ايتها القذارة اخرج )تصرخ وهي تسوطها بعصا الخيزران فاتخذت الفتاة وضعا جنينيا ثم بدا جسمها بتقلصات ونفثت زفرات وشهقات ثم احولت عيناها وبانت كمن تتقيأ..ولاح كأن ثعبانا نزل من جوفها في الطست ثم اخرجتها وممددتها على الفراش .
ادمنت ام احمد مداعبات الحاجة ام نسرين حتى عشقتها وخضعت لها ملبية أي امر منها .. كانت مرة في الاسبوع تعريها ..وتسحقها حتى درجة الانصهار وتتركها انثى في خدر وسكر واشباع ..وارتها اوضاعا جسدية اقرب للخيال حتى انها وضعتها في دولاب الملابس واغلقته عليهما ومرة علقتها من يديها في مروحة واغلقت فمها بشريط لاصق ..مسندة رجليها على طبلة صغيرة تزيلها عنها لحظات الذروة وتعيدها وتمرر ضمة من الشوك على الجسد الغض حتى يدمى ..ذات مرت اخذت تلسع فخذيها بجمرة سيجارة ..وفي كل مرة تغادر زاخرة بالرضا والارتواء تسح جسدا مثخنا باثار المعركة ..
ــ هل انت متزوج
ــ لا
عليك ان تاتي غدا في الفجر سترى الباب مفتوحا فادخل ...
تمكنت ام احمد ان تصطاد عددا من المراهقات والارامل ومن فقدن البكارة ويعشن عاصفة الرعب ..وتؤسرهن بيد ام نسرين الحديدية فتختبر قيمتهن الجسدية ومنسوب الاثارة والاستعداد للغطس عميقا في الدمن.. وتدخلهن دورة لشهر او شهرين ثم يتم تصديرهن عبر شبكة خفية لدولة خليجية ..ودفع الباب مع الضوء الاول .. الشارع سكون مطبق الا من قطط عابثة وكلاب جائعة..ومع الصحوة الاولى لاصوات الطيور على شجرة السدر دفع الباب ودخل واغلقه باحكام وهبط السلالم وراى الحناء والكتابات بخط بدائي قرب باب الصاج وتحرك يسارا فراى الباب الاخر بلا قفل وبلا سلسلة ..فهمست <ادخل >..تردد لحظة .. راى سريرا معلقا بسلاسل ذهبية مثبتتة بالسقف محجوبا بكلة زهرية وصاحت <اصعد> فصعد اربع سلالم فراها عارية تماما تنتظره من ساعة , ممدودة على البطن على بساط منثور من ازهار الجوري الحقيقية تؤطرة بعرض شبر ورود الياسمين الحية .وكلما ضربها بعصا الخيزران انت وصاحت <اقوى > بصوت مضمخ بالرغبة ..وراى طبلة من خشب الابنوس تنتصب على اربع قوائم اسطوانية مزخرفة وصورا اباحية تملا الجدران وبقايا خصلات بالوان عدة..والوانا لا تحصى من العطور وفي وسط الغرفة طبلة تراثية عليها قنينة خمر خضراء وكاسان ورمان يمني واناء لوز وفستق .. وكرسي بني قديم ...وقالت قبل ان ترتوي (لا تستغرب .. لقد وثقت بك وقراتك من اول نظرة ..انها الغرفة المختبر ..هنا يتم الترويض ومن هنا يتم التصدير .. اما انت فلي وحدي .. انا الجمال والمراة التي سحقوها فامتهنت الخدعة وتكسير الانوف الشامخة .. اذيقهن الذل واسقيهن بماء العبودية ..ستكون علب الكبريت وبسطتك قناعا فقط