د. محمد محي الدين أبو بيه - «ياليت»

هو الوحيد الذي تأخذ حريتها معه وهو يفسح المجال لتفعل، ما يحلو لها.. تشعل سيجارة وتنفثها وتتلاعب بدخانها وتصنعه دوائر في الهواء وهو يتأملها وقد غمره عطرها الرائق الذي تضعه باعثاً فيه نشوة تدور برأسه ساحبة إياه إلي شهب السماء ونجومها فهي قمره الذي يريد أن يطأ أرضه ولكنه ليس (جاجارين) فمازال علي الأرض متأملا أن تسمح له بملامسة ساحتها العاصية عليه...

إلي متي يا( نيرمين) هكذا يتساءل بينه وبين نفسه.. لطالما قلت لي .. أنتَ بَراحي الذي أتنفس فيه وأجول دون خشية ودون نظرة ملام ولا عتاب ولا سؤال لِمَا تفعلي هذا ولا نصيحة آمرة

كونكِ إمرأة لا تدخني.. لا تلبسي هكذا .. لا تضعي هذا العطر المثير...أنتَ ملاذ حريتي وانتعاش روحي، تحكي لي عن مشاعركِ المكبوتة وأسراركِ الدفينة، وبالنهاية ماذا أعني لكِ أنا...؟

أخذ رشفة من العصير الذي أمامه وشفتاه تتحرك بالسؤال ولا تنطقه.. يهم ولا يقدر.. تعانده الحروف ويُلجَم لسانه .. يراها وعيناها تلمعان ووجهها مشرق وفمها يعلوه بسمة ساحرة

أينقض عليها الآن بهذا السؤال الحائر بجنباته أم يستكين ولا يحرمها من لذتها وينعم فقط بقربه منها وشعورها المطمئن معه ؟

وماذا ستكون ردة فعلها إذا أحست بأنه أصبح مثل الآخرين؟ ينغص عليها لحظات الهناء والانطلاق التي تكتنفها معه

فاتخذ قراراً... أن لا يكتفي بإحساسه الذاتي بغرامه ولا يدعها تنعم معه بحريتها التي بلا قيود ولا محاذير ولا أمر ونهيّ ولا بد من المواجهة معها.. انتبه علي كلمتها، الله ما أجملكَ يا (حسام).. دمت لي في حياتي .. ياليّت كل الرجال مثلكْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى