تستميت السمكة لمحاولة البقاء بالماء والسنارة اللعينة تشدها إلى الأعلى، يا له من طعم غبي الذي أوقعها، حتى أنه لم يكن مغريا لهذا الحد، ربما هو الجشع الذي يبتلي به كل جنسها. تود أن تتراجع عن هذا القرار ولكن الوقت قد فات والصائد مصمم على اغتنام الفرصة، يشد ويرخي فيعطيها الأمل في الفكاك ثم يسحبه مرة أخرى. أرهقتها المحاولة وأدركت أن عليها الاستسلام للسنارة والصائد. أخذت تفكر بأنه ربما قد تم اصطيادها لحكمة ما؛ فقد تفيد أسرة جائعة لا تجد قوت يومها، أو قد يتربح عن طريقها هذا الصائد فيبيعها ويعود لمنزله سعيدا. ارتاحت السمكة لهذه الأفكار وهي في طريقها للصعود وشاهدت الصائد الذي بدا سعيدا بما حققه من انجاز. قام من فوره بفك الخيط والخطاف من فمها ووضعها على الأرض قبل أن يحضر الصندوق الذي يستخدمه لوضع صيده. وأثناء ذلك قامت موجة خاطفة بتغطية الأرض التي يقف عليها الصائد لتسحب معها السمكة وتعود مرة أخرى إلى المياه والحياة. تسبح وهي سعيدة وتفكر في حكمة نجاتها؛ هل أراد الله لها أن تشعر بطعم الحرية أو تستمتع بحياتها مرة أخرى بعد أن كادت تكون غذاء لأحد الأوغاد؟ استغرقت في التفكير إلى الحد الذي غفلت فيه عن وجود سمكة كبيرة فتحت فاهها وقامت بالتهامها.