إبراهيم الديب - حلم فى المحطة..

توقف القطار الحربي ونزلنا جميعا في محطة أبو سلطان...كنا قرابة المائة جندي الصمت ،والسكون ،والخمول، والإرهاق الشديد ، يخيم على إلا النوم فهو في حالة نشاط شديد فلم نلتقى به منذ ثلاث ليال ،كنت اصف شعوري وإحساسي محاولة في التعبير نيابة عن زملائي أو أنا من خلعت عليهم إحساسي وشعوري وطبعت الجميع به .
تبادلنا جميعاً نظرات صامتة قالت كل شئء، ونحن بين من اليقظة والنوم : منطقة البين بين ،وسؤال صامت توجهت به عيون الجميع بعضها البعض، بديلاً عن الحرف واللغة؛ ماذا نفعل ؟وأين ننام ؟ فقد أبلغنا :المسؤول عنا أنه سيغادر الأن و سيأتي إلينا في الصباح وعلينا الانتظار هنا وأن نكون على أهبة الاستعداد لسفر يبدأ بعد قليل، في حاجة لمجهود آخر نستقل فيه قطارا جديدا ،وكانت الإجابة واحدة وصامتة : فالمحطة خالية تماما ،وكبيرة تسع الجميع وليل يصلح للحالمين والعاشقين؛ وليس للجائعين المنهكين أمثالنا، افترشنا أرض المحطة، اقتربت الساعة من الخامسة صباحاً ،تمددنا للنوم الذي لم يتأخر، متوسدا كل منا أحدى كفيه، واضعا الأخرى فوق رأسه، مقتربة ركبتيه من صدره، ملفوفا ببطانية متخذ وضع الجنين، مجابها ذلك بردا يبحث عن العظام ليجعلها مسقرا له و سكنا ،.،ثم حلما بعدها بساعات قليلة أن: هناك جلبة وصخب شديد، وأن أحد الأشخاص يمشي على رؤوسنا ويدوس عليها بالأحذية ،ثم كان كعب حذاء رفيعا لامس رأسي برشاقة بضغطة خفيفة ، أستمر الحلم فترة من الوقت ثم استيقظت ثم تسلل إلى الشك أن ما سمعت وشعرت به ليس حلما بل حقيقة ،لأن بالنوم غيبنا في المكان الذي افترشناه وهو نفس المكان الذي يصعد، ويهبط منه الركاب للقطار المتجهين من الإسماعيلية لبورسعيد والسويس والعكس صحيح ، و أغلبهم كانوا طلابا ، والساعة الآن نقترب من: السابعة صباحا فكشفت جزءا من البطانية عن وجهي عبارة كنافذة أستطلع منها الأمر فشاهدت شابا أعتقد أنه طالب جامعي تمسح عينه المحطة وخاصة المكان الذي ننام فتلاقت نظراتنا فتبسم قائلا صباح الخير يا دفعة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى