كان جالساً بجلبابه المخطط وطاقيته الصوفية، كانت خطوط الجلباب طولية، أما خطوط الأكمام فهي عرضية، يجلس القرفصاء على شريط السكة الحديد، يستند بيد على معول للحفر، ويده الأخرى يسند بها جبينه .
كان ظهره تجاهي، وأنا جالسة أراقبه من شرفة إحدى عربات القطار المكيف الفاخر، وقد أبطأ سرعته في انتظار دخول المحطة .
لاحظت دقة ساعده، ونحافة رسغ اليد، وأيضا شحوب لون الجلد، ثم التفت إليً قليلا وهو يحدث زميلاً له فرأيت وجهه، كان أشد شحوباً من يديه، له وجه نحيل وعينان واسعتان وفم واسع، ويبتسم ابتسامة ساذجة تفتر عن طيبة وبساطة تقتلع جذور الشفقة من أصلاب القلوب.
لا أخفي شعور الشفقة الذي انتابني تجاهه، ففكرت أن أقدم له شيئاً، نقوداً ؟ربما، ولكن العربة مكيفة والنوافذ مغلقة والباب أيضا موصد، خسارة !!
كنت أرقبه ومن حوله ولا أسمعهم، وفجأة أتته امرأة بدينة ترتسم على وجهها أمارات غضب شديد، تحمل أكواباً فارغة جفت على جدرانها بقايا الشاي.
قام واقفاً، وابتسم في وجهها تلك الابتسامة التي لم تفارقه، ولكن المرأة اندفعت صوبه بنفس الحدة التي أتت بها، ثم وكزته في صدره، فاهتز بعنف وهوما يزال يبتسم حتى وقع على الأرض، ثم اعتدل جالساً وهي ما تزال على غضبها تعاود الكر عليه .
ازداد شعوري بالشفقة نحوه، فكرت أن أنهر تلك المرأة أو أعلم سر غضبها لعلها تكف أذاها عنه، ولكن العربة مكيفة، والنوافذ مغلقة، والباب أيضاً موصد، خسارة .
ذهبت عنه المرأة بعد أن أشبعته لكزاً ونكزاً، وهو لا يبدي لها مقاومة، سوى أن يهتز كعصفور بلله القطر بين يديها عند كل ضربة توجه إليه، فتارة يقع على الأرض، وتارة أخرى يستند إلى زملائه، الذين كانوا جالسين ينظرون إلى ذاك المشهد مبتسمين، وكأنه مشهد كوميدي .
أخرج من جيبه صرة أعرفها جيداً، فلطالما رأيت العمال والفلاحين يحملون غدائهم على هذه الطريقة، فتح منديله المصرور وأخرج طعامه، وتوقعت طبعاً ما رأيت من طعام، يتناسب مع شحوب وجهه وهزاله، وعدت لحالة التمني، ولكن النوافذ مغلقة، والباب أيضاً، موصد ، خسارة،لايمكنني تقديم المساعدة.
وبينما أنا منشغلة بمراقبته، نبهني ضجيج في العربة التي أركبها ..ما هذا ؟!!
الركاب جميعاً يهرولون في حركة غير منتظمة، اختلط ركاب عربات القطار بأكمله، الجميع ينادون على عمال القطار كي يفتحوا الأبواب، لابد وأن مكروهاً قد حدث.
وإذا بباب العربة قد تناثر زجاجة بشدة، ظهر على إثرها معول قد رأيته منذ لحظات، اتجهت أنظر من ذا الذي يمسك بالمعول؟
فوجدته هو !!!!
كان ظهره تجاهي، وأنا جالسة أراقبه من شرفة إحدى عربات القطار المكيف الفاخر، وقد أبطأ سرعته في انتظار دخول المحطة .
لاحظت دقة ساعده، ونحافة رسغ اليد، وأيضا شحوب لون الجلد، ثم التفت إليً قليلا وهو يحدث زميلاً له فرأيت وجهه، كان أشد شحوباً من يديه، له وجه نحيل وعينان واسعتان وفم واسع، ويبتسم ابتسامة ساذجة تفتر عن طيبة وبساطة تقتلع جذور الشفقة من أصلاب القلوب.
لا أخفي شعور الشفقة الذي انتابني تجاهه، ففكرت أن أقدم له شيئاً، نقوداً ؟ربما، ولكن العربة مكيفة والنوافذ مغلقة والباب أيضا موصد، خسارة !!
كنت أرقبه ومن حوله ولا أسمعهم، وفجأة أتته امرأة بدينة ترتسم على وجهها أمارات غضب شديد، تحمل أكواباً فارغة جفت على جدرانها بقايا الشاي.
قام واقفاً، وابتسم في وجهها تلك الابتسامة التي لم تفارقه، ولكن المرأة اندفعت صوبه بنفس الحدة التي أتت بها، ثم وكزته في صدره، فاهتز بعنف وهوما يزال يبتسم حتى وقع على الأرض، ثم اعتدل جالساً وهي ما تزال على غضبها تعاود الكر عليه .
ازداد شعوري بالشفقة نحوه، فكرت أن أنهر تلك المرأة أو أعلم سر غضبها لعلها تكف أذاها عنه، ولكن العربة مكيفة، والنوافذ مغلقة، والباب أيضاً موصد، خسارة .
ذهبت عنه المرأة بعد أن أشبعته لكزاً ونكزاً، وهو لا يبدي لها مقاومة، سوى أن يهتز كعصفور بلله القطر بين يديها عند كل ضربة توجه إليه، فتارة يقع على الأرض، وتارة أخرى يستند إلى زملائه، الذين كانوا جالسين ينظرون إلى ذاك المشهد مبتسمين، وكأنه مشهد كوميدي .
أخرج من جيبه صرة أعرفها جيداً، فلطالما رأيت العمال والفلاحين يحملون غدائهم على هذه الطريقة، فتح منديله المصرور وأخرج طعامه، وتوقعت طبعاً ما رأيت من طعام، يتناسب مع شحوب وجهه وهزاله، وعدت لحالة التمني، ولكن النوافذ مغلقة، والباب أيضاً، موصد ، خسارة،لايمكنني تقديم المساعدة.
وبينما أنا منشغلة بمراقبته، نبهني ضجيج في العربة التي أركبها ..ما هذا ؟!!
الركاب جميعاً يهرولون في حركة غير منتظمة، اختلط ركاب عربات القطار بأكمله، الجميع ينادون على عمال القطار كي يفتحوا الأبواب، لابد وأن مكروهاً قد حدث.
وإذا بباب العربة قد تناثر زجاجة بشدة، ظهر على إثرها معول قد رأيته منذ لحظات، اتجهت أنظر من ذا الذي يمسك بالمعول؟
فوجدته هو !!!!
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com