لقد أمكنهم بدر من نفسه لما استسلم لتلك العقدة التي عقدوها جيدا يريدون أن يغتالوا بها وجدانه
لم يكفهم ذلك منه بل قاموا بذبحه من باب الاحتياط ، كان جريئا فأخبرهم بأنهم و إن كانوا قد ذبحوه لما غفل إلا أن الذبح بدون مخدر أمر غير إنساني ؛ نظر إليه زعيمهم كأنه يتوعده وبعث برأسه المفصول إلى طبيب متخصص يتدارك به خطأه ، أوصاه عليه كي ينتهي منه سريعا فيعجل هو بعذابه عذابا إضافيا، أمسك رأسه وجذب لسانه بعنف و فصله من عند جذره ، ثم ألقاه في إناء به ألسنة أخرى كثيرة.
لم يرتبك كما كان يتوقع ، كان يعلم أنه في حلم و أنه حتما سيستيقظ عندما يكون ذلك ضروريا ، لا يعلم من أين جاءته هذة الثقة ، فقد تغلبه رغبته في النوم فلا يصحو إلا بعدما يكونون قد نزعوا منه أغلى ما يمتلك .
أخذ يقترب من جمجمته، ينظر إليه نظرات مرعبة و هو يحاول أن يستيقظ بسرعة قبل أن يهوي عليها بساطور في يده يريد أن يفرغها من الأمنيات ، استيقظ بدر لا يدري أين هوى ساطوره ، لكنه أخذ الحلم مأخذ الجد ، فأخرج كتبه و مراجعه يبحث فيها عن تأويل .
دق جرس البيت و إذا بصديق يريد أن يحكي له حلما رآه ؛ كان يظن أنه يحسن التأويل . أخذ يحكي نفس ما رآه هو غير أنه لم يستيقظ مثله ، بل تركهم يعبثون برأسه كيف شاءوا .
لم يخبره بدر أنه كان شريكه في النصف الأول من حلمه ، كان يحكي بتركيز و يحاول ألا ينسي شيئًا ،قاطعه بدر و سأله : لماذا لم يرفع عليهم قضية تعويض ؟ فقد أزعجوه بما يكفي لما خالفوا قوانينهم و لوائحها …تذكر أنهم بالفعل قد عوضوهم جميعا ، فلقد أقاموا لهم مأتما مبهجا في سرادق كبير فيه يوزع النبيذ في كئوس ألوانها زاهية .
كان يحكي ممتنا لهم ، لم يكن يعلم أنهم إنما كانوا يحتفلون بإحكام عقدتهم أكثر فأكثر على الغافلين من أمثاله . أخبره أنهم لم يكن يقلقهم إلا البحث عن رجل خطير يقولون إنه فر منهم قبل أن يفرغوا من رأسه الأمنيات و أنهم يخافون على عُقدِهم من أمنياته ؛ انهم إن لم يجدوه فسيمضي على دربه آخرون .
رفع بدر رأسه معتزا لما قال له ذلك و شعر بالعقدة و قد لانت له توشك أن تنفلت.
سأله لماذا لم يستيقظ فتنحل عقدته هو الآخر ، شهق شهقة عميقة و ضرب جبهته بباطن كفه و اقترب من أذنه و قال له بصوت مبحوح لكنه مرتعد :
أنت هو إذن ! أنت من فر منهم ! قال له بدر :
نعم إنه أنا ، و عليك في المرة القادمة أن تستيقظ مثلي بسرعة و في الوقت المناسب. قال له :
نعم نعم …لا تقلق لن أمكنهم من لساني مرة أخرى .
سأله : .
وأمنياتك ؟
قال له ببلاهة و هو يتثاءب : ما لك اليوم غريب يا صديقي ، أنا لا أفهم ما تقول ، لعلك مريض !
قال له بدر محبطا :
لا لا ، لا تقلق ، إني بخير ،، تفضل قهوتك.
لم يكفهم ذلك منه بل قاموا بذبحه من باب الاحتياط ، كان جريئا فأخبرهم بأنهم و إن كانوا قد ذبحوه لما غفل إلا أن الذبح بدون مخدر أمر غير إنساني ؛ نظر إليه زعيمهم كأنه يتوعده وبعث برأسه المفصول إلى طبيب متخصص يتدارك به خطأه ، أوصاه عليه كي ينتهي منه سريعا فيعجل هو بعذابه عذابا إضافيا، أمسك رأسه وجذب لسانه بعنف و فصله من عند جذره ، ثم ألقاه في إناء به ألسنة أخرى كثيرة.
لم يرتبك كما كان يتوقع ، كان يعلم أنه في حلم و أنه حتما سيستيقظ عندما يكون ذلك ضروريا ، لا يعلم من أين جاءته هذة الثقة ، فقد تغلبه رغبته في النوم فلا يصحو إلا بعدما يكونون قد نزعوا منه أغلى ما يمتلك .
أخذ يقترب من جمجمته، ينظر إليه نظرات مرعبة و هو يحاول أن يستيقظ بسرعة قبل أن يهوي عليها بساطور في يده يريد أن يفرغها من الأمنيات ، استيقظ بدر لا يدري أين هوى ساطوره ، لكنه أخذ الحلم مأخذ الجد ، فأخرج كتبه و مراجعه يبحث فيها عن تأويل .
دق جرس البيت و إذا بصديق يريد أن يحكي له حلما رآه ؛ كان يظن أنه يحسن التأويل . أخذ يحكي نفس ما رآه هو غير أنه لم يستيقظ مثله ، بل تركهم يعبثون برأسه كيف شاءوا .
لم يخبره بدر أنه كان شريكه في النصف الأول من حلمه ، كان يحكي بتركيز و يحاول ألا ينسي شيئًا ،قاطعه بدر و سأله : لماذا لم يرفع عليهم قضية تعويض ؟ فقد أزعجوه بما يكفي لما خالفوا قوانينهم و لوائحها …تذكر أنهم بالفعل قد عوضوهم جميعا ، فلقد أقاموا لهم مأتما مبهجا في سرادق كبير فيه يوزع النبيذ في كئوس ألوانها زاهية .
كان يحكي ممتنا لهم ، لم يكن يعلم أنهم إنما كانوا يحتفلون بإحكام عقدتهم أكثر فأكثر على الغافلين من أمثاله . أخبره أنهم لم يكن يقلقهم إلا البحث عن رجل خطير يقولون إنه فر منهم قبل أن يفرغوا من رأسه الأمنيات و أنهم يخافون على عُقدِهم من أمنياته ؛ انهم إن لم يجدوه فسيمضي على دربه آخرون .
رفع بدر رأسه معتزا لما قال له ذلك و شعر بالعقدة و قد لانت له توشك أن تنفلت.
سأله لماذا لم يستيقظ فتنحل عقدته هو الآخر ، شهق شهقة عميقة و ضرب جبهته بباطن كفه و اقترب من أذنه و قال له بصوت مبحوح لكنه مرتعد :
أنت هو إذن ! أنت من فر منهم ! قال له بدر :
نعم إنه أنا ، و عليك في المرة القادمة أن تستيقظ مثلي بسرعة و في الوقت المناسب. قال له :
نعم نعم …لا تقلق لن أمكنهم من لساني مرة أخرى .
سأله : .
وأمنياتك ؟
قال له ببلاهة و هو يتثاءب : ما لك اليوم غريب يا صديقي ، أنا لا أفهم ما تقول ، لعلك مريض !
قال له بدر محبطا :
لا لا ، لا تقلق ، إني بخير ،، تفضل قهوتك.