عصام سعد حامد - نظرة (قدري القاضي)

حصدوني كما حصدوا المئات، شحنوني ككل مشحون، بدون تحقيق.. عبأوا بنا زنزانة..، اعتقال ثلاث سنوات، بلا مبرر..، من أفواه الحراس:
تواجدتم بالميدان وقت الظهيرة، هذا جرمكم يا...
لم نسمع تهمة أشد صراحة..، اعتدنا على تصريحهم، تعايشنا معه كقدر، ذات يوم.. فتحت الزنزانة لوافد، بلسان الحارس:
ادخل يا شيخ قدري.. هذا مكانك، بخطوات راسخة. دخل الشيخ زنزانتنا، بهدوء وثقة.. نظر إلينا:
السلام عليكم...
تمتم مع نفسه، بصوت له صدى:
هذا المكان. لن يصلح لي.
رفع بصره..، كأنه يحدث ساكني السماء، كرر عبارته: ( لن أقيم هنا ).
حفظناها، لنتسلى بها فيما بعد، إلا أن صمته ونظراته.. كانت أعلى من بصيرتنا، أربكتنا.. لم يجلس أو يتحرك.. خمسة عشر دقيقة تقريبا. فتحت الزنزانة ثانية، بصوت الحارس:
شيخ قدري القاضي.. إفراج مباحث..
سلبت المفاجأة عقولنا..! اعتقال ربع ساعة!.. يا لسخرية الشيخ..!
ظاهرنا بظهره ويده، ودعنا كما بدأنا:
السلام عليكم..،
أضاف:
رأيت ما أراد..، نلتقي قريبا، أنتم تعوضون وتجبرون...
خرج، كأنه جاء زائرا..، غادرنا بثقة ووقار يحسبان له، خلال ثلاثة أسابيع.. تم الإفراج عنا..

عصام سعد حامد
12- 6 - 2023

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى