فراس عبدالرزاق السوداني - عند خريف العمر

بعدَ إيماضة عُمْرٍ..
طالَ في الوهمِ كثيراً
وهْو أيّامٌ وآهاتٌ وأحلامٌ
ستُنسَى:
هل لهذا القلب مرسَى؟!
**
أم سَيبقى سائحَ الرّوحِ
شَريداً في بلادِ اللهِ..
يرعَى كُلَّ نجمِ؟!
عبقريَّ الهَمِّ
والهائمُ يأسَى
أم سيُرديهِ طِماحٌ
في خَبايا النَّفس دُسّا؟!
**
هل سيَمضي بحنينٍ..
ينهشُ الذاتَ بظُفرِ الشَّوقِ
يُمضِي ألفَ جُرحٍ
في ثناياها
ويُدمي الرّوحَ نَهْسا؟!
**
ها هو العُمرُ:
خريفٌ ماحل الألوانِ
أوراقٌ على قارعةٍ
تنجابُ حَسّا
وفنارٌ رشَحَ النورَ..
على شاطئهِ دَهراً
فأرسَى
**
بيد أنّ القلبَ..
للبحرِ تراءى
فتدانى وتناءَى
حينَ ولّاهُ شراع الهَجْرِ ظَهراً
يتأسّى
أعلنَ الإبحارَ صُبحاً
وتولَّى حينَ أمسَى!
**
ثَبَجُ العُمْر..
اصطخابُ الموجِ في لُجّتهِ
يُرهق نَفْسا
وأفول النجمِ يخبو؛
إذ تردَّى
فهو يُهدَى..
لمصيرٍ بات من قسوتهِ
يُورث نَحْسا
**
دورة العُمْر بنا
ما بينَ:
* آمالٍ تُباري الشمسَ في رَوعتها..
وهَجْاً وأُنسا
* وانتصافٍ عاد من قسوتهِ
يُنذرنا تِيهاً ويأسا
* وغروبٍ برقعَ الشمسَ أفولاً
فاجتبته الشمسُ
في الآفاقِ..
رَمسا!

1/ 2/ 2021م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى