شاب وسيم، لا يهم هنا أن أصف تلك الملامح التي دعتني أن أصفه بالوسامة؛ فتذوق الجمال يتعدد بتعدد البشر، فما أراه جمالا قد يراه غيري قبحا.
تقف على المسرح فتاة لم تتجاوز مرحلة "العشر سنوات" أي مرحلة المراهقة إلى ناصية العقد الثالث، جميلة؛ شعرها أشقر، خمرية اللون، تضع ميك أب يتناسب مع السهرة، ترتدي فستانا سواريه أسود اللون حدّد قوامها المنحوت في رشاقة وحذاء ذهبي بكعب عال.
ويجلس في الصف الأول ذلك الشاب صاحب الصورة وقد تعلقت عيناه بها، لم تفارق حركاتها، بل وكان يردد كلمات الأغنية وكأنه يتكلم بلسانها كعرائس المبيت شو، هائما في جمالها وروعة صوتها، وهي كانت توزع نظراتها المحبة على الحضور وكأنها تغني لمن تنظر إليه وحده، هكذا كانت تثير المعجبين وتجذبهم إليها فلا يروحون منها بالخيال إلى امرأة أخرى، وكأنها تقول لهم: أغنيتي أنا ويجب أن تصحبني معك في الخيال، فلا مجال لامرأة غيري هنا، أغنيتي وأنا أحق بقلبك وعقلك وعينيك.
انتهت من وصلتها وذهب إليها بباقة زهور صفراء، منحته نظراتها وعطرها الأخاذ وموعدا،
ذهب إليها في الموعد وفي باطن صوته وفكره خطط لا بد أن تنتهي سريعا في وقت أقصاه نهاية الأسبوع.
نجح في إغراقها بالوعود والهدايا حتى منحها مفتاح الدخول إلى قصره،
وكان اللقاء ...
صب كأسا من مشروب مثلج ذي رائحة جاذبة لشهيتها جهلت اسمه لكن أدركت روعة مذاقه، تجرعته في دقائق، خلالها كانت تغني إليه وتتهادى لتسقط فوق حجره وهو جالس في مقعده متخذا هيئة الملوك وكانت هي الجارية.
قبلته، لمس خصلات شعرها، سألته عن تلك الصورة المعلقة على الحائط بالأبيض والأسود والتي تشبهه إلى حد التطابق: هل هو جدك؟
تردد في الإجابة؛ فهي ما زالت واعية ويقظة العقل وتدرك خطواته والألوان،
لم يحن موعد الصراحة...
فجأة بدأت تترنح، فأدرك أنه الموعد ولا مجال للقلق، بل إنه وقت الشعور بالأمان:
- إنها صورتي عزيزتي.
- فعلا صورتك؟ من نجح في تصويرك بالأبيض والأسود؟ إنها صورة عتيقة جدا، فنان من نجح في إخراجها بهذا الإتقان.
- فعلا فنان، إنه أنا منذ مائة عام.
- كيف ذلك؟ أنت لم تتعد سن الثلاثين بكثير.
- بل أنا في الخامسة والثلاثين بعد المائة.
- لا أفهم.
- ستفهمين؛ تعويذة خلودي وبقائي شابا حتى الآن الفضل فيها لمن هن بمثل جمالك وعمرك وحمقك الذي يخلو من القيم، منهن أرتشف الحياة فلا أشيخ أبدا، طالما لم أقع في الحب بإحداكن.
حملها بين ذراعيه وصعد بها إلى مخدعه العتيق الذي مازال يعلن عن قرن مضى، ثم هبط بعد دقائق منتعشا وانتهت هي جسدا متيبسا باردا؛ فلقد غادرته النبضات والروح.
تمر الأيام ليلتقي بها في أحد المكتبات، نظرت إليه في رفض، هام بها، تابع أخبارها حتى استدل على عنوانها.
ذهب إليها خاطبا، فتحت له الباب بتردد، دخل، رحبت به وانتظرت أن يعلن عن نيته، جلس صامتا، فتش بداخله عن لغة يتحدث إليها بها، فشل، تحسس لسانه وجبينه باحثا عن أفكار فلم يجد، نطق: "أحبك".
ضحكت ساخرة، فنظر إليها ساهما ضعيفا، نظرت إليه في ثقة الأميرات وجبروتهن.
سألها الزواج، سألته عن مهرها، أجابها: أموالي وقصري ملك لك، قالت: بل قلبك،
- إنه لك.
- بل تقدمه لي على صينية من خشب.
- إنه لك.
"تسارعت السنون تلو السنين فوق جسده، ليظهر أمامها عجوزا تفترسه التجاعيد وأخاديد حفرتها الجاذبية الأرضية والفصول الأربعة لعشرات السنين.
ليسقط صريع هواها، وتبقى صورته المعلقة في قصره على جدار أحد غرف الاستقبال لشاب وسيم باكي العينين، صدره أجوف بلا قلب ومكانه ينزف.
تقف على المسرح فتاة لم تتجاوز مرحلة "العشر سنوات" أي مرحلة المراهقة إلى ناصية العقد الثالث، جميلة؛ شعرها أشقر، خمرية اللون، تضع ميك أب يتناسب مع السهرة، ترتدي فستانا سواريه أسود اللون حدّد قوامها المنحوت في رشاقة وحذاء ذهبي بكعب عال.
ويجلس في الصف الأول ذلك الشاب صاحب الصورة وقد تعلقت عيناه بها، لم تفارق حركاتها، بل وكان يردد كلمات الأغنية وكأنه يتكلم بلسانها كعرائس المبيت شو، هائما في جمالها وروعة صوتها، وهي كانت توزع نظراتها المحبة على الحضور وكأنها تغني لمن تنظر إليه وحده، هكذا كانت تثير المعجبين وتجذبهم إليها فلا يروحون منها بالخيال إلى امرأة أخرى، وكأنها تقول لهم: أغنيتي أنا ويجب أن تصحبني معك في الخيال، فلا مجال لامرأة غيري هنا، أغنيتي وأنا أحق بقلبك وعقلك وعينيك.
انتهت من وصلتها وذهب إليها بباقة زهور صفراء، منحته نظراتها وعطرها الأخاذ وموعدا،
ذهب إليها في الموعد وفي باطن صوته وفكره خطط لا بد أن تنتهي سريعا في وقت أقصاه نهاية الأسبوع.
نجح في إغراقها بالوعود والهدايا حتى منحها مفتاح الدخول إلى قصره،
وكان اللقاء ...
صب كأسا من مشروب مثلج ذي رائحة جاذبة لشهيتها جهلت اسمه لكن أدركت روعة مذاقه، تجرعته في دقائق، خلالها كانت تغني إليه وتتهادى لتسقط فوق حجره وهو جالس في مقعده متخذا هيئة الملوك وكانت هي الجارية.
قبلته، لمس خصلات شعرها، سألته عن تلك الصورة المعلقة على الحائط بالأبيض والأسود والتي تشبهه إلى حد التطابق: هل هو جدك؟
تردد في الإجابة؛ فهي ما زالت واعية ويقظة العقل وتدرك خطواته والألوان،
لم يحن موعد الصراحة...
فجأة بدأت تترنح، فأدرك أنه الموعد ولا مجال للقلق، بل إنه وقت الشعور بالأمان:
- إنها صورتي عزيزتي.
- فعلا صورتك؟ من نجح في تصويرك بالأبيض والأسود؟ إنها صورة عتيقة جدا، فنان من نجح في إخراجها بهذا الإتقان.
- فعلا فنان، إنه أنا منذ مائة عام.
- كيف ذلك؟ أنت لم تتعد سن الثلاثين بكثير.
- بل أنا في الخامسة والثلاثين بعد المائة.
- لا أفهم.
- ستفهمين؛ تعويذة خلودي وبقائي شابا حتى الآن الفضل فيها لمن هن بمثل جمالك وعمرك وحمقك الذي يخلو من القيم، منهن أرتشف الحياة فلا أشيخ أبدا، طالما لم أقع في الحب بإحداكن.
حملها بين ذراعيه وصعد بها إلى مخدعه العتيق الذي مازال يعلن عن قرن مضى، ثم هبط بعد دقائق منتعشا وانتهت هي جسدا متيبسا باردا؛ فلقد غادرته النبضات والروح.
تمر الأيام ليلتقي بها في أحد المكتبات، نظرت إليه في رفض، هام بها، تابع أخبارها حتى استدل على عنوانها.
ذهب إليها خاطبا، فتحت له الباب بتردد، دخل، رحبت به وانتظرت أن يعلن عن نيته، جلس صامتا، فتش بداخله عن لغة يتحدث إليها بها، فشل، تحسس لسانه وجبينه باحثا عن أفكار فلم يجد، نطق: "أحبك".
ضحكت ساخرة، فنظر إليها ساهما ضعيفا، نظرت إليه في ثقة الأميرات وجبروتهن.
سألها الزواج، سألته عن مهرها، أجابها: أموالي وقصري ملك لك، قالت: بل قلبك،
- إنه لك.
- بل تقدمه لي على صينية من خشب.
- إنه لك.
"تسارعت السنون تلو السنين فوق جسده، ليظهر أمامها عجوزا تفترسه التجاعيد وأخاديد حفرتها الجاذبية الأرضية والفصول الأربعة لعشرات السنين.
ليسقط صريع هواها، وتبقى صورته المعلقة في قصره على جدار أحد غرف الاستقبال لشاب وسيم باكي العينين، صدره أجوف بلا قلب ومكانه ينزف.