(١)
الألم سائل قديم في الجسد:
مريوان: لا يكفي أن تكتب للتتأقلم لغايةٍ، وهي الاستمرارية على العيش، إنها غاية في منتهى التفاهة، عليك أن تبتكر طريقة جديدة للخلاص، طريقة خاصة، أقربها إلى روحك.
انظرْ لأيّ حركة في الظل، الحركة هي التي تئوّل الظل، الكتابة ظل، والحركة هي الخلاص.
شافيار: يمكنني أن أصرخ.
مريوان: بالنسبة لي، أقفزُ من مكانٍ عالٍ، أتدحرج مثل ساق شجرة، لا أهتمّ بالألم والندوب في جسدي، أنا أصنع الألم الخاص بي.
الألم سائلٌ قديم في الجسد، والندوب تعرف طريقها إلى الشفاء أو تكون تذكاراً للعزلة للأخيرة
شافيار: هل ثمة عزلة أخيرة؟
مريوان: الجنون.
(٢)
لعنة معادة:
أيتها الأرقامُ والسطور المفاجئة في دفاتر الفلاسفةِ، أيها اللون الغابرُ في تخمةِ الأشياءِ، وهو يلوذُ بالفرارِ إلى روحانيٍّ، أيتها الجزر الواقفة مثل آلهةٍ منهكةٍ، لا تعرفُ اتجاه القلوبِ.
في هذهِ البلدانِ، لا شيءَ يمحونا سوى النظر إلى هيئةِ الجلادين، لا يحمونا سوى التفاؤل المازج بالضحكات الطويلة.
(٣)
حلم تحت الصفر:
لا أستطيعُ أنْ أحلم مثل الأشجار، يمازحني شاليار
يبدأ كل نهارٍ بحلمٍ، فتُنبّههُ الطرق بأحلامٍ قديمة.
(٤)
الجوعُ سريّاً:
وضعَ ساشو قدميهِ في نهرٍ، قال بعنفٍ: ميّت، كلمةٌ ساذجة لمن مات جوعاً، أعرفُ أن الآلهة تكذبُ حين نادى أحدهم في بهو القصر: الجوعُ تحرّرٌ، تجريدٌ لكل ما هو مادة.
ساشو: من قال(نعم) فقد جاع إلى أن يموت.
(٥)
الكتابةِ بالرِّجل، وعي نيتشه في التماهي:
الكتابةُ سوطٌ يا ابن البريِّ
الكتابةُ لؤلؤةٌ يا ابن البحريِّ.
ضدَّ أيّ مكانٍ، لا يختزلُ الهيبة من بُقعٍ ذابلة في جدرانِ المنازلِ أو السجون أو المصحات العقلية، لا فرقَ؛ هو المكانُ الآخذ بأسماءٍ مستعارةٍ أو رمزيةٍ، ضدَّ أيّ مكانٍ، يُدخلنا في دائرةٍ من اليقين، لا يأخذُ مساحةً من الأسئلةِ، أو مقاربة من الحلول مع أشياءٍ تتفاجأُ بالإنسان، ضدَّ أيّ مكانٍ، لا يضايقُ الوجوه و اللوحات، لتعيش في أرواحٍ أخرى، ضدَّ أيّ مكانٍ، نتخيّلهُ، لكنّهُ يمنعُ
من قول(لا). ضدَّ أيّ مكانٍ، لا نتخيّلهُ، لا يمنحُ صورةً واحدةً للحياةِ في جسد الغريب.
(٦)
أقبلْ أيُّها الصدى، وعانِق كمنجةً بلا جسدْ:
ماذا لو كان الصدى شخصاً آخر، شخصاً نريدُ أن نكونهُ؟
زائرُ الليلِ يحفرُ القبور
قبرٌ واسعٌ لأحلامٍ في مخاضها
قبرٌ للحربِ
قبرٌ للحبِ.
(٧)
لماذا المعنى؟
يتفوّهُ الشجرُ، أراقبهُ بصمتٍ، منذ عقدين، هو الراكنُ إلى دلالةٍ مسكونةٍ باللذةِ، بَدءاً من العيون التي تبحثُ عن مأوى، تبحثُ عن الهدأةِ، عندما نستفيقُ من كينونةٍ سائرة "النوم" ذلك الشجرُ النامي، لا يتعبْ، لا يُعرفُ له قسوة أو إيماءة للألم، هو مخدوم أبديّ، هل هو المعنى الذي يقترنُ بالحياة، باللحظة التي تعاش؟ هل هو المعنى عندما يضفي البشر على الوجود حروباً لا تنتهي؟ حروبٌ لا تحتاجُ هذه المرةِ إلى الأسلحة، بلْ؛ إلى الأدمغة، إلى الموتِ المحرّر من أي
ثيمةٍ، تُحسُ بالحياةِ.
هل هو المعنى، في الصخب الذي يلزمُ خرائط العالمِ، من شؤون الكراهية والتعصب؟
هل هو المعنى، في صيرورة القيودِ النازعةِ إلى أجسادٍ لَمْ تلتقِ بأرواحها؟
(٨)
الألم في مجابهة الأنهار:
نتذكّر مقولة هيراقليطس "أنت لا تنزل النهر مرَّتَين" نقرؤها بحذرٍ هذه المرة، بوسع الأجساد أن تفعل تلك العملية الديناميكية، العائمة على التغيير، لكن ماذا بوسعنا أن نفعل بتلك الذاكرة التي لا تقوّضُ أمس النهر، نحنُ مفتعلون بقوةِ الماضي الذي لا يمكن تغييرهُ، إلا بذاكرة مضادة تماماً، التكرار الذي يشاهدُ المأساة البشرية، أصبحَ كائناً يتلذذ وينمو.
(٩)
الموت المكثف:
في الموتِ المكثّفِ، لا شرارةَ أبداً، الجسدُ يُصبحُ مادة لزجة لاصقة بالموتِ، كتلةٌ من البدهيات المتوارثة.
ينأى المنفيُّ، يرى المذابح المؤجلة، يُخبرُ المنافي والهياكل التي نُصبت في المدنِ، لا فرار من اليأس، اليأس مقاومة.
ليس رغبة في الموتِ
هو موتٌ يرغبُ لرفع الحُجب عن الأفق
يبتعدُ المصيرُ عن صيغتهِ
أيّ جيش من العدم
يفرغ كائناتهُ في لحظةٍ؟
(١٠)
مدينة الألعاب الأبدية:
في الحياة، الأشياء البسيطة المألوفة عند الناس، هي محط نظري في حياتي كلها، من الغبار الثمِل بالنور، الداخل إلى الغرفةِ، من الأحجار المرمية في عتبات الطرقِ، من البداهةِ ذاتها، التي أُسمّيها بـ (مدينة الألعاب الأبدية).
(11)
تأفلُ شموسٌ في حافاتِ البداية، ليكتب قصيدة أخيرةً، أو يقع من قميصهِ زرّاً، فيقعُ الكونُ في جرّة صغيرةٍ، صاغٍ إلى الرماحِ، وهي تهادنُ الحروبَ، ينفرُ من البداهةِ، إلى البداهةِ، هذهِ النداءاتُ ليست أرضاً للحربِ، بل حرباً لكل أرضٍ.
قدماي ليستا سوى ظلين
أنتحلُ بهما صفات السكاكين
أبترُ النداءَ
في وحدةٍ ليست لي.
زيرفان أوسى كردستان العراق
الألم سائل قديم في الجسد:
مريوان: لا يكفي أن تكتب للتتأقلم لغايةٍ، وهي الاستمرارية على العيش، إنها غاية في منتهى التفاهة، عليك أن تبتكر طريقة جديدة للخلاص، طريقة خاصة، أقربها إلى روحك.
انظرْ لأيّ حركة في الظل، الحركة هي التي تئوّل الظل، الكتابة ظل، والحركة هي الخلاص.
شافيار: يمكنني أن أصرخ.
مريوان: بالنسبة لي، أقفزُ من مكانٍ عالٍ، أتدحرج مثل ساق شجرة، لا أهتمّ بالألم والندوب في جسدي، أنا أصنع الألم الخاص بي.
الألم سائلٌ قديم في الجسد، والندوب تعرف طريقها إلى الشفاء أو تكون تذكاراً للعزلة للأخيرة
شافيار: هل ثمة عزلة أخيرة؟
مريوان: الجنون.
(٢)
لعنة معادة:
أيتها الأرقامُ والسطور المفاجئة في دفاتر الفلاسفةِ، أيها اللون الغابرُ في تخمةِ الأشياءِ، وهو يلوذُ بالفرارِ إلى روحانيٍّ، أيتها الجزر الواقفة مثل آلهةٍ منهكةٍ، لا تعرفُ اتجاه القلوبِ.
في هذهِ البلدانِ، لا شيءَ يمحونا سوى النظر إلى هيئةِ الجلادين، لا يحمونا سوى التفاؤل المازج بالضحكات الطويلة.
(٣)
حلم تحت الصفر:
لا أستطيعُ أنْ أحلم مثل الأشجار، يمازحني شاليار
يبدأ كل نهارٍ بحلمٍ، فتُنبّههُ الطرق بأحلامٍ قديمة.
(٤)
الجوعُ سريّاً:
وضعَ ساشو قدميهِ في نهرٍ، قال بعنفٍ: ميّت، كلمةٌ ساذجة لمن مات جوعاً، أعرفُ أن الآلهة تكذبُ حين نادى أحدهم في بهو القصر: الجوعُ تحرّرٌ، تجريدٌ لكل ما هو مادة.
ساشو: من قال(نعم) فقد جاع إلى أن يموت.
(٥)
الكتابةِ بالرِّجل، وعي نيتشه في التماهي:
الكتابةُ سوطٌ يا ابن البريِّ
الكتابةُ لؤلؤةٌ يا ابن البحريِّ.
ضدَّ أيّ مكانٍ، لا يختزلُ الهيبة من بُقعٍ ذابلة في جدرانِ المنازلِ أو السجون أو المصحات العقلية، لا فرقَ؛ هو المكانُ الآخذ بأسماءٍ مستعارةٍ أو رمزيةٍ، ضدَّ أيّ مكانٍ، يُدخلنا في دائرةٍ من اليقين، لا يأخذُ مساحةً من الأسئلةِ، أو مقاربة من الحلول مع أشياءٍ تتفاجأُ بالإنسان، ضدَّ أيّ مكانٍ، لا يضايقُ الوجوه و اللوحات، لتعيش في أرواحٍ أخرى، ضدَّ أيّ مكانٍ، نتخيّلهُ، لكنّهُ يمنعُ
من قول(لا). ضدَّ أيّ مكانٍ، لا نتخيّلهُ، لا يمنحُ صورةً واحدةً للحياةِ في جسد الغريب.
(٦)
أقبلْ أيُّها الصدى، وعانِق كمنجةً بلا جسدْ:
ماذا لو كان الصدى شخصاً آخر، شخصاً نريدُ أن نكونهُ؟
زائرُ الليلِ يحفرُ القبور
قبرٌ واسعٌ لأحلامٍ في مخاضها
قبرٌ للحربِ
قبرٌ للحبِ.
(٧)
لماذا المعنى؟
يتفوّهُ الشجرُ، أراقبهُ بصمتٍ، منذ عقدين، هو الراكنُ إلى دلالةٍ مسكونةٍ باللذةِ، بَدءاً من العيون التي تبحثُ عن مأوى، تبحثُ عن الهدأةِ، عندما نستفيقُ من كينونةٍ سائرة "النوم" ذلك الشجرُ النامي، لا يتعبْ، لا يُعرفُ له قسوة أو إيماءة للألم، هو مخدوم أبديّ، هل هو المعنى الذي يقترنُ بالحياة، باللحظة التي تعاش؟ هل هو المعنى عندما يضفي البشر على الوجود حروباً لا تنتهي؟ حروبٌ لا تحتاجُ هذه المرةِ إلى الأسلحة، بلْ؛ إلى الأدمغة، إلى الموتِ المحرّر من أي
ثيمةٍ، تُحسُ بالحياةِ.
هل هو المعنى، في الصخب الذي يلزمُ خرائط العالمِ، من شؤون الكراهية والتعصب؟
هل هو المعنى، في صيرورة القيودِ النازعةِ إلى أجسادٍ لَمْ تلتقِ بأرواحها؟
(٨)
الألم في مجابهة الأنهار:
نتذكّر مقولة هيراقليطس "أنت لا تنزل النهر مرَّتَين" نقرؤها بحذرٍ هذه المرة، بوسع الأجساد أن تفعل تلك العملية الديناميكية، العائمة على التغيير، لكن ماذا بوسعنا أن نفعل بتلك الذاكرة التي لا تقوّضُ أمس النهر، نحنُ مفتعلون بقوةِ الماضي الذي لا يمكن تغييرهُ، إلا بذاكرة مضادة تماماً، التكرار الذي يشاهدُ المأساة البشرية، أصبحَ كائناً يتلذذ وينمو.
(٩)
الموت المكثف:
في الموتِ المكثّفِ، لا شرارةَ أبداً، الجسدُ يُصبحُ مادة لزجة لاصقة بالموتِ، كتلةٌ من البدهيات المتوارثة.
ينأى المنفيُّ، يرى المذابح المؤجلة، يُخبرُ المنافي والهياكل التي نُصبت في المدنِ، لا فرار من اليأس، اليأس مقاومة.
ليس رغبة في الموتِ
هو موتٌ يرغبُ لرفع الحُجب عن الأفق
يبتعدُ المصيرُ عن صيغتهِ
أيّ جيش من العدم
يفرغ كائناتهُ في لحظةٍ؟
(١٠)
مدينة الألعاب الأبدية:
في الحياة، الأشياء البسيطة المألوفة عند الناس، هي محط نظري في حياتي كلها، من الغبار الثمِل بالنور، الداخل إلى الغرفةِ، من الأحجار المرمية في عتبات الطرقِ، من البداهةِ ذاتها، التي أُسمّيها بـ (مدينة الألعاب الأبدية).
(11)
تأفلُ شموسٌ في حافاتِ البداية، ليكتب قصيدة أخيرةً، أو يقع من قميصهِ زرّاً، فيقعُ الكونُ في جرّة صغيرةٍ، صاغٍ إلى الرماحِ، وهي تهادنُ الحروبَ، ينفرُ من البداهةِ، إلى البداهةِ، هذهِ النداءاتُ ليست أرضاً للحربِ، بل حرباً لكل أرضٍ.
قدماي ليستا سوى ظلين
أنتحلُ بهما صفات السكاكين
أبترُ النداءَ
في وحدةٍ ليست لي.
زيرفان أوسى كردستان العراق