د/ محمد عباس محمد عرابي - عوامل تحقيق السعادة

السعادة مطلب الجميع ،والكل يسعى لتحقيقها بشتى الأساليب والعوامل والطرق والوسائل ،وهناك العديد من المؤلفات التي كُتبت لكل من يبحث عن السعادة ،وقد أجمعت هذه المؤلفات على أن السعادة تكمن في ذاتنا ،و أن لها عوامل مساعدة تساعد في تحقيقها، و من أبرز هذه العوامل :

*التدين : فالتدين له أثره الإيجابي على تحقيق سعادة الإنسان ،وتحقيق الصحة العقلية والبدنية على حد سواء للفرد ،ويساهم في تحقيق التوافق النفسي والراحة والأمن والطمأنينة ،والتدين سهل ميسور فهو يشمل الإيمانية بوحدانية الله وربوبيته ،والرضى بالقضاء والقدر ،والتقرب إليه (سبحانه )بشتى أصناف العبادة ،وحب الناس وفعل الخيرات ،والتصدق على المحتاجين.

*الاسترخاء والترفيه :والبعد عن القلق والتوتر والانفعالات ومسبباتها ،وضرورة العمل على راحة العقل والجسم ،وهذا يتطلب الثقة تمام الثقة في أقدار الله ،والاعتماد عليه (سبحانه) ،والنظر إلى الأشياء السارة المبهجة كل هذا يساهم بقدر كبير في تحقيق كل من الصحة والسعادة .

إعطاء الجسم حقه من الراحة: الراحة النفسية والجسدية، ومن المعلوم أنه لا راحة جسدية بدون راحة نفسية ؛لأن التعب النفسي الجسدي المضني ،والعمل المتواصل بدون أخذ قسط من الراحة يؤدي إلى التعب النفسي ، وهذا يوجب علينا إتقان فن الراحة ،وذلك عند أداء كل مهمة ،والانتهاء من عمل ما ،بأخذ قسط من الراحة والنوم أو القيام بعملية استرخاء ،ونسيان أي شيء ،وعدم التفكير لمدة قليلة وذلك للاستراحة من عناء التفكير والتدبير ،وهذه الراحة نسبية تختلف من شخص لآخر كل حسب قدراته وإمكاناته .



* تقبل الذات : لأن تقبل الذات يساهم في تحقيق الرضا وإصلاح النفس والتخلص من الأخطاء والعيوب ؛ولأن عدم تقبل الذات يؤدي بالفرد إلى التوتر الانفعال والخوف والقلق ،والمشكلات الانفعالية التي تضر بالصحة النفسية للفرد .

*تذّكر نعم الله عليك :فنعم الله على الإنسان كثيرة ،وهذه النعم ليست قاصرة على المال ،فمنها الصحة والعافية ،وهي لا تقدر بمال؛ وهذا يوجب علينا حمد الله على نعمه علينا

*حب الآخرين : ومسامحتهم ونبذ مشاعر الحقد والكراهية ،فالحب والتسامح يمنحان القلب طاقة إيجابية عظيمة تمنح الشخص قوة دافعة كبيرة للعمل ،وتمنح الإنسان السعادة والبشر والسرور .

*إسعاد الآخرين :فالإنسان يسعد كلما شارك في إسعاد الآخرين ،وكلما قدم معروفا إلى غيره من الناس ،فسعادة الإنسان في سعادة من حوله ،فحين يشعر المرء أنه قد فعل معروفًا فإنه حقًا يشعر بالسعادة ،وقديما قالوا :صنائع المعروف تقي مصارع السوء ،والصدقة تطفئ غضب الرب ،وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة .

*التركيز على نقاط القوة لدينا : فالله(تعالى ) قد منح كل إنسان نقاط قوة يجب التركيز عليها ،وحسن استغلالها ،وهذا يتطلب اختيار الأعمال التي تتناسب مع ميولنا ورغباتنا ،وهذا يحقق الذات ،ويجعل الإنسان يثق في نفسه ،وقديما قالوا :الثقة بالنفس هي روح البطولة ،ولا يوجد أي إنجاز حقيقي لمن ليس لديه ثقة بنفسه

اتخاذ القرارات دون تردد: لأن التردد يؤدي إلى زعزعة الثقة بالنفس (ويجب علينا أن نكون واثقين بأنفسنا مطمئنين للقرارات التي نتخذها ،واثقين في الله (تعالى )مطمئنين لمعيته (سبحانه )

*العمل على تحقيق الإنجازات :فلحظة النجاح تكون من أسعد اللحظات التي تمر على الإنسان ،فمهما كانت الحالة النفسية للفرد ،فإنها ترتفع عند النجاح إلى أعلى درجاتها ،وأحسن مراتبها .

المراجع :

عادل فتحي ،اصنع سعادتك بنفسك ،القاهرة ،الدار الذهبية ،2015م

محمد عثمان نجاتي ،القرآن وعلم النفس ،القاهرة ،دار الشروق ،1993م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى