الدكتور /محمد عباس عرابي - الإنصات إلى الأبناء والتواصل معهم.

في ظل انشغال الأبوين عن أبنائهم لظروف متنوعة؛ كالعمل لساعات طويلة خارج المنزل، وزيارة الأصدقاء والخروج المتكرر للتسوق وغير ذلك، بالإضافة إلى انشغال كثير من الآباء أيضًا ببرامج وفعاليات وسائط التفاعل الاجتماعي، مما أدى إلى عكوف هؤلاء الآباء على الأجهزة الإلكترونية الساعات الطوال مما نجم عن كل هذا العديد من المشكلات التي عادت بالآثار السلبية على الكثير من الأبناء أبرزها عدم الإنصات إلى الأبناء وعدم التواصل معهم بالشكل المطلوب ؛لذا كان هذا المقال الإنصات إلى الأبناء والتواصل معهم:

أولا: الإنصات إلى الأبناء:

الإنصات إلى الأبناء فن يجب أن يتقنه الآباء لفعاليته في مشاركة الأبناء مشاعرهم وأحاسيسهم ؛لذا فعند حوار الأبناء يجب علينا أن نظهر للأبناء أننا ننصت لما يقولونه "إن مجرد الإنصات للأبناء،يعني أننا قدمنا لهؤلاء الأبناء إثابة وتعزيز إيجابي ؛لأننا سمحنا لهم أن يعبروا لنا عن مشاعرهم ،ويبثوا لنا ما يعتلج في قلوبهم من ضيق وكدروغضب ،كما أن الإشارة المعبرة التي نستخدمها تكون بمثابة مشاركة ،وكثيرًا ما تقوم مقام الكلام ،مثل هز الرأس دلالة على الموافقة والقبول والمشاركة لما يقولونه"(1)

فالإنصات إلى الأبناء له العديد من الفوائد الإيجابية التي تعود على هؤلاء الأبناء بالنفع والفائدة فهو "يعيد ذكر مشاعرهم، والمواقف التي أثارت هذه المشاعر ،وذلك حتى نستطيع أن نساعدهم على التعبير عن مشاعرهم ومشكلاتهم ،ومن ثم إبعادهم عن التوتر والانفعال ،ومثل هذا الاتصال مع الأبناء يحسن العلاقة ،ويوطد أواصرها ،ويزيدها إغناء وقوة "(2)

ثانيا :التواصل مع الأبناء:

لقد أصبح التواصل مع الأبناء ضرورة واجبة في ظل" كثرة شكوى الآباء من الأبناء ،وهذه الشكوى تدل على انفصام حقيقي بين الآباء و الأبناء،أدى إلى فشل متعدد الوجوه؛في مواجهة المشكلات الحياتية ،أو التحصيل الدراسي لهؤلاء الأبناء ،أو في العلاقات الاجتماعية ،فهذا سببه الأكبر يعود إلى عدم التواصل الفعال بين الآباء والأبناء؛فبعضهم يجري الحوار من طرف واحد دون تجاوب الطرف الآخر فبعض الآباء يتكلم أمام أبنائه ،وليس معهم من باب التسلط ،وهو في الحقيقة ليس حوارا لغياب عنصر التبادل في التحاور "(3)

وإن التواصل والحوار مع الأبناء له العديد من الفوائد أبرزها :

- تدريب الأبناء على الإصغاء الجيد للآخرين ،وفهم مرادهم ،ويتعلمون مهارات التواصل والحوار بطريقة عملية تدرييبة .

- تعليم الأبناء اللغة بسرعة وطلاقة بجرأة وشجاعة أدبية.

- تنمية شخصية الأبناء وصقلها ،فالأبناء كلما كانوا أغنياء بذاتهم ،مقتنعين بقدراتهم ومهاراتهم ،كانوا أكثر ثقة بأنفسهم ،وأكثر إبداعًا وعطاءً.

- تعزيز قدرة الأبناء على بناء العلاقات الاجتماعية ،وكسر حاجز الخوف والخجل والرهاب الاجتماعي الذي قد يكون لدى البعض منهم .

- تقوية ذاكرة الأبناء ،وإثراء تجربتهم ،وتحريك فكرهم وعقولهم .

-إكساب الأبناء منهج التفكير المنطقي ،ومساعدتهم على ترتيب أفكارهم ،والتعبير عن آرائهم ،كما يدربهم على سرعة البديهة

- تخفيف الصراعات الداخلية ،والمشاعر العدائية لدى الأبناء ،ووقايتهم من الحصر النفسي الذي قد يعانون منه بسبب صمتهم احترامًا للأبوين (4)

المراجع :

خالد الحليبي :مهارات التواصل مع الأولاد ،الرياض ،مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ،1435هـ

محمد ديماس :الإنصات الإنعكاسي ،بيروت ،لبنان ،دار ابن حزم ،1420هـ

محمد العويد ،مشكلات سلوكية في حياة طفلك ،الكويت ،دار ابن حزم ،1415هـ

(1)محمد ديماس :الإنصات الإنعكاسي ،بيروت ،لبنان ،دار ابن حزم ،1420هـ،ص 90

(2)المرجع السابق ، ص89

(3)خالد الحليبي :مهارات التواصل مع الأولاد ،الرياض ،مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ،1435هـ،ص 17

(4)خالد الحليبي :مهارات التواصل مع الأولاد ،الرياض ،مرجع سابق ،ص31وينظر :محمد العويد ،مشكلات سلوكية في حياة طفلك ،الكويت ،دار ابن حزم ،1415هـ،ص41

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى