د. عبدالله جعفر محمد صديق - ضد الحرب: هايكو 13

هايكو 13



تَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْجُو بِالْحُروفِ مِنَ الْقَنَابِلِ

كَيْ تُغَنِّيَ ضِدُّ هَذِي الْحَرْبِ

حَتَّى تَنْبُتُ الْأَشْجَارُ فِي وَسَطِ الْحُطَامِ

وَتُشْهِرُ الْأَيَّامُ وَرَدًّا

سَوْفَ يخرُج مِن مواسيرِ الْبَنَادِقَ

حين ينتصر السلام

.................................



لا تحدثني عَنِ الْأَوْطَانِ

وَالْمَوْتِ الْكَرِيمِ

وَأَنْتَ مَنْ دَمَّرَت أَوْطَانِي

وَلَا تُحْصِي مآسِي الْحَرْبِ

ما دمت الَّذِي يَدْعُو لِقَتْلِ الأبرياء

وَلَسْتَ مِنْ بَيْنَ الضَّحَايَا

...................................



جَلَبَ التتارُ الْمُلْتَحُونَ

لأرْضِنَا الْمَوْتَ السَّرِيعَ

وَتِقْنِيَّاتِ الْقَتْلِ وَالْفَوْضَى وَأَشْبَاهِ الْعَسَاكِرِ

ثُمَّ نَادَوْنَا لِخَوْضِ الْحَرْبِ

مَنِ اِجْلِ الْكَرَامَةِ ضَدَّنَا

وَبَنَوْا لَنَا حَيَّ الْمَقَابِرِ

خَلْفَ أَبْوَابِ الْبُيُوتِ

.......................



لَسْت ضِدُّكَ أَوْ مَعَك

وَلِأَنَّ هَذِي الْحَرْبَ ضِدِّي

فِي كِلَا الْحَالَيْنِ تَثْقُبُنِي الرَّصَاصَةُ

مِنْكَ أومِن من تُحارِب ضِدّه

فأَنَا الضَّحِيَّةُ

حِينَ تَنْطَلِقُ الرَّصَاصَةُ

من بنادقكم جميعا

....................



رَغْمَ هَوِيَّتِي وَ الصَّكّ وَالْأَرْوَاق

تُثْبِتُ أَنَّنِي لَا زِلت ذَات الْمَالِكِ الشَّرْعِيِّ

لَا زَال الْعَسَاكِر والتتار الْمُلْتَحُونَ

هُنَاكَ يَحْتَلُّونَ بَيْتَي وَالشَّوَارِعَ وَالْخَرَائِطَ

وَالْمَتَارِيسَ الَّتِي كانت بِوَقْتِ الْحُلْمِ

لَا زالوا هُنَاكَ عَلَى طَرِيقِ الْمَوْتِ

يَحْتَلُّونَ جَيْشَي

وَالْبَقِيَّةَ مِنْ حُطَامِ مَدِينَتِي

..........................



قَالُوا:

كُلُّ شَيْءٍ فِي الْمُعَارِكِ

كَانَ حَوْلَ الْأَمْنِ فِي بَلَدِي

لِذَا كنتم وَقُودَ الْحَرْبِ

كَمْ مِنْكُمْ قَتَلَنَا فِي الْمُعَارِكِ لَا يَهِمْ

مَادَامَ فِيكُمْ

مَنْ يُهَدِّدُ أمْنَ

سُلْطَانِ الْعَسَاكِرِ فَاِرْعَوَوْا

..............................



سَتأكْتُب فِي الرِّوَايَاتِ

الَّتِي تَحْكِي عَنِ الْحَرْبِ الَّتِي

لَا زَلَّتْ أبحَثُ عَنْ هوِيَّتِهَا

عن (الموتى)

وَعَنْ أسْبَابِ قَتْلِ الأبرياءِ

عَنِ الْحِكَايَاتِ الَّتِي كانتْ

عَنِ الْمَوْتِ الرَّخِيصِ

عَنِ اِنْحِطَاطِ الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ الْمُوَازِي

لِاِنْتِهَاكَاتِ الْعَسَاكِرِ

ضد قانون السماء




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى