فوز حمزة - زهرة الكالا البرية

بمزاجيةٍ ورديةٍ لِنهار ربيعي مبهج، بسكينةٍ رهبانية، دون ضجيج، استيقظتّ زهرة الكالا البرّية، تثادبتْ برقة ثم
مسحتْ خدودها مما عَلِقَ بهنَّ من ندى الفجر!
شعرتْ بالحياة تدبُ في سيقانها بعد سريان الرّوح في جذورها، عيناها تماهي الحياة بصمتٍ وسط ثرثرة الموت.
أحستْ بِسحر المدى الكامن في سِرّ الطّبيعة المقدس، كل ذلك لم يدمْ لحظات حينما التفتتْ لتجد نفسها بجانب صخرة كبيرة، النتوءات تملأ وجهها الأسود، حاولتْ الابتعاد، لكنّ جذورها العميقة الامتداد في الأرض، أخبرتها بمصيرها المرتبط بمصير جارتها الصخرة القبيحة!
شعرت بتيارات العتمة تنبعث منها ومن جلبة تلك الأفكار التي تدفقت من جذورها، ارتعشتْ مستاءة من القدر الذي اختار لها حياة لن تكون فيها سعيدة!
علِمتْ الصّخرة ما يجول في خاطرة الزّهرة الفتية فقالت لها:
- كوني إلى جانبي صديقتي، فأنا أحملُ في ذاتي أسرار حمايتكِ من مخاطر الغد!
شعرتْ زهرة الكالا بضحكة الموت الرّنانة تقف فوق شفتيها.
مرت أيام الرّبيع وهي منكسرة، استقر الحزن في ذاتها، تنظر إلى ظلها الوحيد وهو يسير نحو صيف النّسيان، التهم الحسد جمالها والغيرة أكلتْ أوراقها وهي ترى قريناتها يمرحنَّ بعيدًا عنها، ربما يسخرنْ منها الآن!
صباح أحد الأيام، هبتْ عاصفة قوية كسرتْ تحت خطواتها سيقان كل الزهور ونثرت أوراقهنَّ في الارجاء، أما زهرة الكالا البرية، حمتها الصخرة السّوداء القبيحة، لتمنحها ربيعًا أخضر، وحياة أطول.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى