محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - القيامة امام الباب ...

القيامة امام الباب
لا وقت للشجار حول غسل الصحون
وكي الأقمصة
لا وقت لتسريح الشعر، وارتكاب الفرح وكأننا نملك الوقت، والله ، ومقاعد الانتظار
ارمي الباب بعيداً
لا وقت للطرق
ارمي النافذة ايضاً
لا نُريد تأمل الريح والاشجار يلهون بالمواسم
فليزحفوا نحو الداخل
اخلعي الاقمصة جميعها
ولتضبطنا القيامة غير مستعدين
لنكيل لها السخرية
القيامة تتسكع في المدينة كسائح ابيض في مُدن زنجية
ترفع انفها
لتسرق من البحر تنهداته المكسورة
تسير بحذائها الانثوي الحاد، لتطعن احشاء الطُرق التي ابتلعت اخر ازهارها
تمسح رؤوس المعتوهين
تقيس في المخيلة الاعناق ومناسبتها للمقصلة
تضع الاصابع المقطوعة للفوج الاخير من الكُتاب الذين اُصيبوا بنوبة كتابة، فبترو اصابعهم وبكوا الكلمات المنكسرة كالثقة في ألسنتهم الجافة
القيامة تنحني لتربط ربطة حذائها
تعبر فوقها الغيوم مسرعة
لتفاوض قمحة اخيرة
حول جنس لا يُكلفها اصطدام بجبل
القيامة امام الباب
وانتِ تمرحين بالغابات
تدعيين العصافير ليقتاتوا فتات الشهوات في صدرك
تضحكين
بفم النافذة المفتوحة على غُرباء مُضطربين
وعلى عشاق جن جنونهم منذ سمعوا نشرة الاخبار
( القيامة تتسكع في الخارج، والحبيبات في غرفهن محبوسات، بأقفال اباء أرادوا أن يعانقوا القيامة، بعانات منضبطة)
القيامة في الخارج
وانا في الخارج
امام باب حانة، يتآكل الوقت، في جدال مع مومس
حول ثمن البكاء على صدرها
والحانوت الذي كان يبيعني الخمر المغشوش، يُناديني من البعيد
انا الساحم كالآلهة الآن
الالهة المنشغلون ' يتزينون بالحلي واللآلئ، ينتظرون أن تُقابل القيامة فتاها
وتقيم موعدها المُحتقن
في جسد نائي
وتفقد عذريتها المُصانة منذ فقست بيضة الانبياء
القيامة في الخارج
وانتِ تنحنين لتغسلي الصحون
وتشتكين من حرارة الفرن
تسُبين الكهرباء
وحين اطلبك للفِراش
تقولين ليس الآن
وكأن القيامة سنتنظر

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى