مصطفى الحاج حسين - أصقاعُ اللّهفةِ..

وتصرخُ الدّروبُ ملءَ تعرّجاتِها
في أصقَاعِ لهفتي
الجامحةِ للتسعُّرِ
هَدْهِدٰ نبضَ المدى
وَرَفْرِفْ باشتعالِ السَّحابِ
وبأغصانِ البرقِ المخزَّنِ بالجنونِ
واتركِ التّرابَ يجلجلُ في الآفاقِ
دعِ الغبارَ مركبَكَ
وانطلقْ بأوجاعِك حدَّ الحنينِ
تمسّكْ بدمِكَ الواثبِ من خندقِ
القهرِ
إلى تطلّعاتِ الرؤى
واجهَرْ بوميضَ رّوحِكَ
من جناحيكَ الشّاهقينِ
أعِد للجبالِ مكانتَها
وللقمم أقمارَها الهاربةَ
واستعد زرقةَ الأمواجِ
وتضاريسَ الرّمالَ المنزوعةِ
من مشيمةِ الندى
واستعِن بالحَمامِ إن عاندك
الموتُ
واحفر في باطنِ الغيبِ
قبراً للغربةِ العاتيةِ
وتأمَّل عهرَ الزّمانِ
حينَ اعوَجَّ بياضُ الياسمينِ
واسودّت قُبُلاتُ المطرِ*.

مصطفى الحاج حسين
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى