مصطفى الحاج حسين - أعـالي النّـدى..

دَع النّجمة أعلى الأعالي
فوقَ هامة الأفق المتصاعد
وَذُرا الضّوء السّامق
والسّامي سموّ السَّماواتِ
و أنفاس السّحاب الهائم
فوق قمم الرُّؤى الهائجة
وأساطيح الأزمنة الواثبة
على غياهب المدى الجامح

دَعِ النّجمة فوقَ أشجار النبض
وبحار النّجوى العاتية
وصهيل الأشرعة المرابطة
في فلذة الرّوح الضّاوية
وتضاريس البداية العاثرة
و أعمدة النّهاية الرّقطاء
وأسوار الأبد الذّاهل في شهوقه

دَع النّجمة في منتهى الشَّغفِ
وفي أقاصي الحنينِ الطافح
في تدفُّق الدّروبِ الهوجاء
وينابيعِ القبلاتِ السّاجية
وفي أطراف الهمسةِ الثّاقبة
وحضن البسمةِ النّابتة
وأعشاب اللمسة اللاسعة
وبصيرة المستحيل الأعمى

دَع النّجمة فوقَ أعاصير الحسرة
وخلف ستائر المغيب الأسود
المندلع في بلادي
أكبر من أيّ انهيار
يتراكم فوق آهة التّراب *.

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى