محمد محمود غدية - أمي وزوجتي

قرص الشمس فى كبد السماء يرسل حمما،
نال منها التعب وهى تبحث عن بقع الظل الشحيحة بين زحام الباعة والناس والمركبات، بعد جهد وجدت فى آخر السوق ثمر البامية التى تحبها حماتها، لدى بائعة وحيدة والذى كان شحيحا لانه فى غير موسمه، الحياة لا تسير هادئة مع أم الزوج التى لا تكف عن الشكوى من زوجة إبنها، والزوجة لا تشكو إلى زوجها ماتفعله الأم، تكفيه الهموم التى ينوء بحملها، وسعيه للرزق منذ إستيقاظه مبكرا وحتى غروب الشمس، لغته الحلوة تنزلق على جروح روحها، فتشفيها وتلحم تصدعاتها، قرر معاتبة أمه على شكواها الغير مبررة من زوجته، وهو يرى بعينيه إهتمام ومحبة الزوجة للأم،
كلمات العتاب تشكلت فى حنجرته، لكنه لم يجرؤ على لفظها، هى أمه وعليه البر بها وطاعتها، يعلم أن نسب الطلاق المتزايدة سببها الحموات، إبتسم حين تذكر مافعله صديقه هيثم، حين قرر الإرتباط بزميلته وفاتح والدته التى قررت رؤيتها أولا، وفى زيارة حبيبته مع صديقة لها، رحبت بهم الأم بعد أن أشارت لأحدهما أهلا بزوجة إبنى، بين دهشة الإبن الذى سألها :
كيف عرفتي أنها من أنوى الزواج منها وليست الأخرى ؟
لتجيبه الأم : أول ماشفتها قلبى إنقبض !
قلت على الفور : هذه زوجة إبنى،
- قفزت فكرة للإبن وهو يستمع لشكوى جديدة من أمه، والتى لا ولن تكف عن الشكوى،
قائلا بعد أن طيب خاطرها :
- قررت أن اؤدب زوجتى، بعد أن أغلقت باب غرفتها بالمفتاح حتى لا تغادرها قط،
برجاء ياأمى أن لا تقدمى لها آى طعام أو شراب حتى عودتى،
وافقته الأم وهى تخفى سعادتها،
- عاد الإبن من عمله ليرى أمه واقفة بباب الزوجة المغلق، تذرف الدموع وبين أيديها طبق به قليل من طعام،
- قائلة : صعبت على جئتها بالطعام، وطرقت الباب وهى بالداخل تصرخ وتكيل لى السباب الذى طالك أنت الآخر !
- فتح الإبن الباب لترى الأم انه لا أحد بالداخل، موضحا أن زوجته منذ الأمس فى بيت والدتها، بين دهشة وخجل الأم .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى