زينب هاشم شرف - بحروليسطينية..

منسيةٌ في القبو
ناموسةٌ تتلو عليَّ مواعظَ القرآنْ
في سورةِ النسوانْ
قال الإلهُ فأذعن الإنسانْ
لكنّ إبليسَ الذي لا ينحني
يحضنُني
يتلو عليَّ الرفضْ
شيطانيَ المدهونُ بالزيتون
يحقنُني
بأَلْفِ (لا)
فتصرخُ الأوداج مِلء النبضْ
لن أنحني إلا لرب الشعر والألحان


منسيةٌ في الجحر
نهاريَ المحجوبْ .. كطفلي الشهيد
كوجهه البعيد
منسيةٌ في آهةِ اليتامى
كنغمةٍ خفية
حبيبي الوحيد
عمّدَني في يافا
وَشَمَني: "أنتِ فلسطينية"


يا وشم أنت جبهتي
وصورتي الوليدة


حبيبي المخدوعُ بالشفاه والأردافِ
بالشعر والأوزان و القوافي
حبيبي الوحيدُ والبعيد
ألا يرى؟
بأنني منسيةٌ في الظل
في الجبْ؟
حبيبي المفتون بالنساء
ألا يرى بأنني ليليثةٌ خفية؟
وأن هذا الحبْ
ألعوبةُ الإلهاتِ الشقية؟

حبيبي الأولُ والأخير
عَمّدَني في غزة
بدمع أمهاتِ القصف
كم ضمني في الهزة
عانقني في الخوف
أطعمني شفاهَه
سقاني لُبَّ قلبِه

غدا نعود يا حبيبي
إلى عيون طفلةٍ في القدس
غدا نفدي الرموش
نظللُ الصغار
ونسقطُ الكروش

"يا بحروليسطينية"
"حبيبتي البعيدة"
يقول من سمائه كنورس حزين
يبحث في ثقوب هذا العالم الدفين
بين الحصى
فوق الرفوف
"يا بحروليسطينية"
تحت الرحى
بين السيوف

لكنني منسية منسية
في سجن رأسي

محاولة للخروج من الأغنية
———

٢٠ ديسمبر ٢٠٢٢
زينب هاشم شرف/ المنامة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى