محمد محمود غدية - حديث الكنبة

إمشي علشان أمشي وإمشي علشان إيديا اللى شايلة اليافطة تعبت وإمشي كفاية عليك كده، لافتات إرتفعت فى الخامس والعشرين من يناير سنة الف وتسعمائة وإحدى عشر، سقف المطالب إرتفع من عيش وحرية وكرامة إنسانية الى الرحيل، ورحل .. حكايات وثرثرات طريفة فى محيط الأسرة، الجد يقول : حزب الكنبة نزل الميدان وتلاحم مع الثوار، كانوا يوزعون زجاجات المياه ويشجعوا الشباب،
- قال الحفيد : أطلقوا عليكم حزب الكنبة لأنكم ملتصقون بالكنبة لا تغادرونها،
- صرخ الجد : ليس حقيقي وقد حصلت على نوط الشجاعة فى حرب اكتوبر، ومازلت أعاني من شرخ فى ساقي اليسرى،
مصر تمتد جذور حضارتها فى أعماق التاريخ، الأمر ليس معقودا فى رئيس إختاره الشعب، لا يملك عصا سحرية، لابد من تكاتف أبناء هذا الوطن العظيم مع الرئيس، من أجل رفعة هذا البلد،
- قال الجد للحفيد : عليكم بثورة ثالثة، ثورة ضمير لإستعادة جوهر الروح المصرية الأصيلة، التى تشوهت بين رحى تداعيات ثورتين، لابديل عن حكومة تساند الرئيس بأغلبية برلمانية، باإختيار واع مدقق لممثلي البرلمان، لخدمة الشعب لا ناهبين لأموال الشعب،
إبتسم الجد لطلب حفيده فى التحدث بعيدا عن السياسة وقال : تعلمون أنني كنت ألقى بعض الخطب القصيرة فى المسجد بين المغرب والعشاء، إستوقفتني إحدى السيدات بباب المسجد لتسألني : هو أنا ممكن أدعى إن ربنا يجمعنى بزوجى فى الجنة ؟ فما كان منى أن ضحكت قائلا : حرام عليكي .. عايزه تنكدى عليه دنيا وآخرة !
ضحكت جدتي قائلة : واحدة بتحب جوزها، ومش قادرة على فراقه،
أكواب الشاى دارت على الكبار والصغار مع قطع البسكويت، التلفاز يذيع أخبار أول إجتماع للحكومة الجديدة مع الرئيس فى السابعة صباحا، وهى التى كانت تعقد مساء، وتم البدأ فى بناء مليون مسكن للشباب،
وإزالة العشوائيات، والإستفادة من الطاقة الشمسية فى كهربة الريف والمصالح الحكومية،
الحكومة الجديدة أشبه بكتيبة قتالية، حكومة أفعال لا أقوال،
الجد موجها حديثه للحفيد قائلا : لا تقل ثانية أن حزب الكنبة فشل، لأن الكبار أبطال لا يخافون والثورة علمتنا
أن لا نخاف .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى