ريتشارد فاينمان - كونٌ من ذرّات.. ترجمة: زينب هاشم شرف

أقفُ على شاطئ البحر، وحيدا، فأفكّرُ:
هناكَ الأمواجُ المندفعة
جبالُ جزيئاتٍ
كُلٌّ -ببلادةٍ- غارقٌ في شأنهِ
تريليوناتٌ، كُلٌّ على حِدَةٍ
غيرَ أنها في اتحادٍ تنسجُ أبيضَ الرَذاذِ
على وجه الماء
...
دهورٌ تتبعها الدهور
قبلَ أن ترى عينٌ شيئا
سنةً بَعدَ سَنَةٍ
هادرةً تلطمُ الشاطئَ كما الآن
من أجل من؟ ولماذا؟
على الكوكبِ الميت
بلا حياةٍ لتُسلّيها
...
بلا راحةٍ أبدا
معذبةً بالطاقةِ
تُهدرها الشمسُ بجنونٍ
مُهرَقةً في الفراغ
عثةً تؤججُ البحرَ زئيرًا
...
عميقا في البحر
كل الجزيئات تكرر أنماط بعضها
بغباء
إلى أن تُولدَ منها جزيئاتٌ بديعةُ التعقيد
وتبدأ في صُنعِ شبيهاتها
من هنا تبزغُ رقصةٌ جديدة
...
تنمو، تتضخمُ، تتعقدُ
أشياء حيّة
كُتلُ ذرّاتٍ
حمضٌ نووي، بروتينٌ
تزداد الرقصةُ تعقيدا
...
خارج المهد
على الأرض الجافة
ها هي
تقفُ:
ذراتٌ ذاتُ وعيٍ
مادةٌ ذاتُ فضول
...
عند البحر تقفُ
متسائلةً عن التساؤل:
أنا كونٌ من ذرّاتٍ
وَذَرّةٌ في الكون


____
كتب هذه القصيدة تفاعلا مع تجربة ميلر-يوري حول أصل المادة الحية.





1.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى