محمد محمود غدية - القادم أفضل

الأقدار رتبت لقاءهما أثناء فرارهما من موقعة الجمل فى ميدان التحرير، هو طبيب من المنصورة أخذ أجازة للمشاركة فى ثورة الخامس والعشرين، وهى خريجة أداب قاهرية، تساقط العديد من الجرحى والقتلى، الثورة المضادة التى تضخمت ثرواتها فى عصر الفساد، تحاول إجهاض ثورة الشباب، عادا للميدان شاركته إسعاف الجرحى، دفعها أحد الشباب بعيدا عن مرمى
سنجة أشبه بالسيف، كادت أن تشطرها نصفين، من رجل تخفى وراء نقاب، أمسك به الشباب بعد شل حركته وركله وضربه حتى سقط وسط بركة من الدماء، إنه واحد من البلطجية المدفوعين لإشاعة الفوضى فى الميدان، إكتشف الطبيب أن لمساعدته عينين جميلتين، ضبطته متلبسا وهو يسبح فيهما دون إستئذان، والتى إزدادت تدريجيا حتى أنها عجزت عن تفادي سهام نظراته،
رغم محاولتها خفضهما والتى بدت أكثر فتنة، ربما لم يكن لديهما الوقت الكافى لرشق السهام والنظرات والحب لإنشغالهما بالجرحى والثورة، نجحت الثورة وإمتلأت سلال الحسان بأجمل الثمر، الشمس البرتقالية تنشرالربيع وتورق الأزهار، حدثها وهو الطبيب أن هناك عدة عوامل تحيط بكل مرض تسمى عوامل الخطر، وضرب مثلا السمنة والتدخين يؤديان إلى جلطات تسبب توقف القلب، وهو نفس الخطر الذى بات يهددنا بإفساد حياتنا، من إضرابات فئوية غلبت عليها المصالح الشخصية، حتى أنها إعترضت على عمداء الكليات، وبعض المحافظين، وإشاعة الفوضى بقطع الكهرباء وإغلاق الطرق وإتلاف قضبان السكك الحديدية، ونهب وتدمير وحرق الممتلكات العامة والخاصة،
لابد من إحياء روح الثورة فى تصحيح المواطنة، فلا يكون التعبير عن الإنتماء مجرد تلويح بعلم ولافتة، لابد من البناء ودفع عجلة الإنتاج،
لمح فى عينيها آسى عميق وهى توافقه بأن القادم أفضل .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى