مصطفى الحاج حسين - أجنحةُ النَّصرِ..

... وأرى رفيفَ انفجارٍ
وبدايةَ موجِ انبثاقٍ
سينمو الصّدىٰ
ويزهر الوميضُِ
وتمطِرُ أعاصيرُ القهرِ
وعلى ساعدِ المدى
سيأتي النّدى
برقاً يكتبُ سعةَ دربِنا
سحباً تتقهقرُ فوقَ الرّمادِ
براكينَ هروبٍ للضواري العصماءَ
أرى الشجرَ يطاردُ الطّاعونَ
والسّنبلةَ تشنقُ الجوعَ
والصرخةَ تتقمّصُ دويّ القنابلَ
سيموتُ السّوادُ
ويتهدّمُ الرّماديُّ
والأزرقُ ستذبحُهُ بهجةُ البياضِ
ستحلّقُ البسمةُ الصّافيةُ
وتتّشحُ قممُ الجبالِ بإرادتِنا
القوا بنا إلى عَراءِ الظَّلامِ
ذبحوا فؤادَ الرّغيفِ
علَّقوا أحلامَنا على جدارِ العبوديَّةِ
ماتَ منّا ما يفوقُ النّجومَ
تشرّدَ منّا كلَّ غصنٍ مزهرٍ
اعتقلوا موسيقى أصواتِنا
وأطعموا الصّامتينَ منّا حصى الفُتاتِ
نحن أبناءُ الوطنِ الواحدِ
يجمعنا الموتُ المشتركُ
والنّزيفُ المفتوحُ
والجوعُ المتأزرُ
والعطشُ اللامتناهي
واليوم
توحّدتْ دمعتُنا
وتضافرتْ أوجاعُنا
وتعالى صمتُنا
وأقسمنا
باسمِ كلِّ مَنْ سقطَ منّا
ومن تشرّدَ في أصقَاعِ المهانةِ
ومَن زجَّ بالأغلالِ
ومَنْ قضمَهُ الخوفُ
سنفتحّ أبوابَ الأفقِ
ونعيدُ للشمسِ مكانتَها
وللقمرِ محرسَهُ
وللزرعِ اخضرارَهّ السّامقَ بالحياةِ *.

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى