* (نص مهدى إلى الراحل عبدالله بوخالفة)
كان بسيطا كالشجر..
وشجيا كالندى العالق بأهداب الزّهر..
كان يهوى اصطخاب الموج،
ومكوّرات العذارى..
كان- يرحمه الله- يقصف الرعدبأشتات الكلام..!!
ويسمي الأشياء، بأسمائها دون ارتعاش..
وبعينيه بريق لامع يشي بالفجيعة..
كان يمشي في اعتداد..
شاردا، ساهما،
يتمتم بالقول الفصيح..
يكتب الشعر المدجّج بالنزيف،
ويقول- في غير تفلسف- :
ماكان لي أن أولد في هذا الزمن المهجّن..
كنتَ - عبد الله- غريبا، ووحيدا في هذي البراري..
كنا نلتقي في ذروة الحرف المقيد..
قلت لي: هل النورس جاهز للسؤال،
أم البحر في غير أوانه..؟
في نزل السلام *
تجاذبنا الحديث..
خضنا في الشعر،
وأشكال الحداثة!
ليلتها عبد الله، ثرثرنا حدّ الصباح..
كنتَ أنيقا كالبحر،
ومشعا كلون الفجيعة..!!
فجأة عبد الله..
ودون وداع يليق بالقامات الكبيرة..
قرأت نعيك في الجريدة..
كان مجللا بالسواد..!!
رسمكَ كان شامخا كالقرنفل المهيأ للنشيد..
شِعركَ ، كان رافضا للطروحات البديلة..
يهزأ بالأشياء، والحدث المسجَّى..
وبما تفرزه الكلمات القتيلة..
عبد الله..
أيها الرفيق المؤثث بالصهيل..
وبأصداء النخل، وأحزان الجنوب..
أشهد: أنكَ كنتَ شاهداعلى هذي الكوارث..!!
وعلى ما سنكتبه من كلام مهجّن..
عبد الله..
أدركتَ هول الفجيعة،
فرحلت في دويّ الصمت البليغ..
ومن ثمة ، كان الرفاق مندهشين لخطوتكَ الجريئة..
كيف يرحل عبد الله..
دون وداع،ودون أن يرش بماء المطر..!!؟
وبما تفرزه المكورات من عبير..؟
عبد الله..
أنتَ الشهادة، والشهيد..
ودمعنا الحجر المقيّد..
لن يعيد للروح بهجتها الجليلة..
فاسكن جِنان الشعر،
وخذ من الكعاب ما ملكت يداك..
إنا في لجٍ السعير..
عفوا عبد الله..
هل تسمح بسؤال..؟
- هل ثمة يكتبون الشعر..؟
- هل ثمة أزمة في النشر..؟
- هل أخذت مخطوطك الشعري..؟
-هل ثمة صراع ثقافي..؟
ومناظرات للفكر الجديد..؟
- هل ثمة منابر للرأي..؟
أم الحال، هو الحال..؟
المهم أن تكون قد أقمت أمسية الأولى..
وتحدّثت عن تجربة الشعر في الجزائر..
- هل النقد يماشي الحداثة..؟
- ما شكل الرواية عندهم..؟
- وهل الشعر - كما يزعمون- في انحسار..،؟
ما اصل الحكاية..؟
ما شكل الحوار..؟
عبد الله..
نحن نغبطك..
قد طعنت السكينة، وحرّكت الحجر..!
كان جميلا كا لشجر..
وعميقا كمشاتل الزيتون في ريف البلاد..
كان يحب الجنوب..
يسميه : غابات الخزامى..
عبد الله.. قريبا نلتقي..
نتبادل دواوين الكلام،
للمناسبة، مارقم صندوق البريد..؟
حتى ارسل لك ما تيسر من: كتب، وجرائد ،
ووصفا حاذقا لمكورات الكعاب..
وقبل أن انسى الرفاق يقولون لك:
- شكرا عبد الله، لقد كنتِ البشارة..؟
عبدالحميد شكيل - عنابة :12 من شهر اكتوبر1988
______________________________
* آخر لقاء لي بالراحل،كان بنزل السلام بمدينة سكيكدة87
-القصيدة منشورة بالمجموعة الشعرية: فجوات الماء.
- صدرت عن وزارة الثقافة الجزائرية بمناسبة: الجزائر عاصمة
الثقافة العربية: 2007
كان بسيطا كالشجر..
وشجيا كالندى العالق بأهداب الزّهر..
كان يهوى اصطخاب الموج،
ومكوّرات العذارى..
كان- يرحمه الله- يقصف الرعدبأشتات الكلام..!!
ويسمي الأشياء، بأسمائها دون ارتعاش..
وبعينيه بريق لامع يشي بالفجيعة..
كان يمشي في اعتداد..
شاردا، ساهما،
يتمتم بالقول الفصيح..
يكتب الشعر المدجّج بالنزيف،
ويقول- في غير تفلسف- :
ماكان لي أن أولد في هذا الزمن المهجّن..
كنتَ - عبد الله- غريبا، ووحيدا في هذي البراري..
كنا نلتقي في ذروة الحرف المقيد..
قلت لي: هل النورس جاهز للسؤال،
أم البحر في غير أوانه..؟
في نزل السلام *
تجاذبنا الحديث..
خضنا في الشعر،
وأشكال الحداثة!
ليلتها عبد الله، ثرثرنا حدّ الصباح..
كنتَ أنيقا كالبحر،
ومشعا كلون الفجيعة..!!
فجأة عبد الله..
ودون وداع يليق بالقامات الكبيرة..
قرأت نعيك في الجريدة..
كان مجللا بالسواد..!!
رسمكَ كان شامخا كالقرنفل المهيأ للنشيد..
شِعركَ ، كان رافضا للطروحات البديلة..
يهزأ بالأشياء، والحدث المسجَّى..
وبما تفرزه الكلمات القتيلة..
عبد الله..
أيها الرفيق المؤثث بالصهيل..
وبأصداء النخل، وأحزان الجنوب..
أشهد: أنكَ كنتَ شاهداعلى هذي الكوارث..!!
وعلى ما سنكتبه من كلام مهجّن..
عبد الله..
أدركتَ هول الفجيعة،
فرحلت في دويّ الصمت البليغ..
ومن ثمة ، كان الرفاق مندهشين لخطوتكَ الجريئة..
كيف يرحل عبد الله..
دون وداع،ودون أن يرش بماء المطر..!!؟
وبما تفرزه المكورات من عبير..؟
عبد الله..
أنتَ الشهادة، والشهيد..
ودمعنا الحجر المقيّد..
لن يعيد للروح بهجتها الجليلة..
فاسكن جِنان الشعر،
وخذ من الكعاب ما ملكت يداك..
إنا في لجٍ السعير..
عفوا عبد الله..
هل تسمح بسؤال..؟
- هل ثمة يكتبون الشعر..؟
- هل ثمة أزمة في النشر..؟
- هل أخذت مخطوطك الشعري..؟
-هل ثمة صراع ثقافي..؟
ومناظرات للفكر الجديد..؟
- هل ثمة منابر للرأي..؟
أم الحال، هو الحال..؟
المهم أن تكون قد أقمت أمسية الأولى..
وتحدّثت عن تجربة الشعر في الجزائر..
- هل النقد يماشي الحداثة..؟
- ما شكل الرواية عندهم..؟
- وهل الشعر - كما يزعمون- في انحسار..،؟
ما اصل الحكاية..؟
ما شكل الحوار..؟
عبد الله..
نحن نغبطك..
قد طعنت السكينة، وحرّكت الحجر..!
كان جميلا كا لشجر..
وعميقا كمشاتل الزيتون في ريف البلاد..
كان يحب الجنوب..
يسميه : غابات الخزامى..
عبد الله.. قريبا نلتقي..
نتبادل دواوين الكلام،
للمناسبة، مارقم صندوق البريد..؟
حتى ارسل لك ما تيسر من: كتب، وجرائد ،
ووصفا حاذقا لمكورات الكعاب..
وقبل أن انسى الرفاق يقولون لك:
- شكرا عبد الله، لقد كنتِ البشارة..؟
عبدالحميد شكيل - عنابة :12 من شهر اكتوبر1988
______________________________
* آخر لقاء لي بالراحل،كان بنزل السلام بمدينة سكيكدة87
-القصيدة منشورة بالمجموعة الشعرية: فجوات الماء.
- صدرت عن وزارة الثقافة الجزائرية بمناسبة: الجزائر عاصمة
الثقافة العربية: 2007