مصطفى الحاج حسين - مقابضُ الجهـات..

تتقيَّأُ النّسمةُ كلّما فاحَ الظّلامُ
ويجزعُ العطرُ من إطلالةِ العنفِ
يقشعرُّ جسدُ الغيمِ
حين يبرقُ السّرابُ
وتجفُّ بسمةُ النّدى
إن تعالى صوتُ الموتِ
تكفُّ الأرضُ عنِ الخصوبةِ
وتنكمشُ أنفاسُ القمرِ
لحظةَ يعبرُ طوفانُ التّشردِ
الرّحيلُ يقتلعُ الأحلامَ
يبترُ أصقاعَ اللهفةِ
ينقضُّ على حليبِ القصيدةِ
ويشعلُ اليباسَ في أشرعةِ الصّهيلِ
تهاجرُ أجسادُ الأشجارِ
وقلاعُ النّورِ
ويفقأ الصّمتُ عينَ الانتظار
الرّيحُ تتعكزُ على التّصحرِ
والأغنياتُ تنشدها الحرائق
وفي سهوبِ الرّكامِ
يعلو تصفيقُ المقابرِ
ويهتفُ التُّرابُ العابقُ بالأملِ
ستورقُ مقابضُ الزّمنِ
وتفتحُ صناديقُ الجهات. *

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى