قالت له عزيزة:
ـ منذ شهرين تركتُ التمثيل في مسرح قصر الثقافة بعد أن تحرش المخرج خالد بي، ونحن في حافلة القصر في طريقنا إلى الإسماعيلية .. لمشاهدة عرض مسرحي له.
قال وهو يكاد ينتفض غضباً:
ـ كيف؟
قالت وهي تنظر إلى عينيه لترى أثر كلماتها:
ـ كان يلتصق بي! .. أحسستُ به كالمراهقين مع أنه في الخامسة والخمسين.
قال عبد الله خيري، وكأنه يُلقي موعظة:
ـ عجيب أمر ما أسمعه وما أطالعه في بعض الصحف، أو يناقش في بعض القنوات الفضائية!
هزت رأسها مُستفسرة، فأكمل:
أنت تنتمين لجيل يُحاول أن يجد متعته المفقودة في المرافق العامة! .. مثل مراحيض الميادين العامة .. والحافلات!
الطفلة المشاغبة التي في داخلها صرخت:
ـ لا يهمني أن أنتمي إلى هذا الجيل أو ذاك! .. إنما يهمني أن أكون نفسي!
قال لها، وهو يُسقط بيده اليُسرى النظارة فوق أرنبة أنفه:
ـ أنت تائهة! .. حددي أولاً: هل تريدين الرقص الشعبي .. أم التمثيل .. أم القصة القصيرة؟!!.
قالت وهي تريد أن تستثيره:
ـ يبدو أنني سأتجه للرقص!
أحس بالحسرة:
ـ مجموعتك القصصية الأولى، التي أصدرتها حديثاً تكشف عن قاصة مُقتدرة، لديها ما تقوله، لكن ما أثارني فيها هو صورة علاقة المرأة بالرجل في إبداعاتك.
قالت وهي تبتسم، وتلتصق به:
ـ ماذا رأيت فيها؟
قال وكأنه يريد أن يتخلص من الكلمات:
ـ المرأة في الحياة ليست هي المرأة في إبداعاتك!
ـ ماذا تقصد؟
ـ المرأة عندك .. امرأة سهلة .. مستعدة للسقوط داماً!!
استفسرت بعينيها، فأضاف:
ـ لم أكمل بعد!
وأضاف في حماسة، وهو ينظر إلى عينيها:
ـ تنجذب المرأة دائماً في قصصك للرجل؛ كما تنجذب الفراشة للنار! .. وهي دائمة مستعدة للسقوط!
قالت في جرأة لا تحسد عليها:
ـ أليست الكاتبةُ .. التي هي أنا .. راقصةً؟
الرياض 31/10/2006م
* عن مجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد
ـ منذ شهرين تركتُ التمثيل في مسرح قصر الثقافة بعد أن تحرش المخرج خالد بي، ونحن في حافلة القصر في طريقنا إلى الإسماعيلية .. لمشاهدة عرض مسرحي له.
قال وهو يكاد ينتفض غضباً:
ـ كيف؟
قالت وهي تنظر إلى عينيه لترى أثر كلماتها:
ـ كان يلتصق بي! .. أحسستُ به كالمراهقين مع أنه في الخامسة والخمسين.
قال عبد الله خيري، وكأنه يُلقي موعظة:
ـ عجيب أمر ما أسمعه وما أطالعه في بعض الصحف، أو يناقش في بعض القنوات الفضائية!
هزت رأسها مُستفسرة، فأكمل:
أنت تنتمين لجيل يُحاول أن يجد متعته المفقودة في المرافق العامة! .. مثل مراحيض الميادين العامة .. والحافلات!
الطفلة المشاغبة التي في داخلها صرخت:
ـ لا يهمني أن أنتمي إلى هذا الجيل أو ذاك! .. إنما يهمني أن أكون نفسي!
قال لها، وهو يُسقط بيده اليُسرى النظارة فوق أرنبة أنفه:
ـ أنت تائهة! .. حددي أولاً: هل تريدين الرقص الشعبي .. أم التمثيل .. أم القصة القصيرة؟!!.
قالت وهي تريد أن تستثيره:
ـ يبدو أنني سأتجه للرقص!
أحس بالحسرة:
ـ مجموعتك القصصية الأولى، التي أصدرتها حديثاً تكشف عن قاصة مُقتدرة، لديها ما تقوله، لكن ما أثارني فيها هو صورة علاقة المرأة بالرجل في إبداعاتك.
قالت وهي تبتسم، وتلتصق به:
ـ ماذا رأيت فيها؟
قال وكأنه يريد أن يتخلص من الكلمات:
ـ المرأة في الحياة ليست هي المرأة في إبداعاتك!
ـ ماذا تقصد؟
ـ المرأة عندك .. امرأة سهلة .. مستعدة للسقوط داماً!!
استفسرت بعينيها، فأضاف:
ـ لم أكمل بعد!
وأضاف في حماسة، وهو ينظر إلى عينيها:
ـ تنجذب المرأة دائماً في قصصك للرجل؛ كما تنجذب الفراشة للنار! .. وهي دائمة مستعدة للسقوط!
قالت في جرأة لا تحسد عليها:
ـ أليست الكاتبةُ .. التي هي أنا .. راقصةً؟
الرياض 31/10/2006م
* عن مجموعة «عندما تكلم عبد الله الصامت!» لحسين علي محمد