فاطمة مندي - ولا كأنه حي..

أين السبيل للهروب من
هواجس تكاد أن تفتك بي، وهناك نظراته تمسك بنصل مميت تصوبه إلي قلبي كل ليلة.
هاتفت صديقي ، سأنتظره في المقهي.
جاء مهرولاً.
بكيت أمامه بشدة لضعفي أمام رغبات زوجتي، التي كثيرا ما تردد على مسامعي اضع والدك في دار للمسنين، لأننا نريد حجرته لأولادنا.
بعد ألحاح مستمر أستجبت لألحاحها ؛ كي اتحاشي تذكيري بطلبها في كل وقت.
بعد فترة عجزت عن تسديد مصاريف الدار، فأعدته إلي منزلي مرة أخرى.
والآن زاد دخْلي، عاودت الألحاح في طلبها أن أودع أبي في دار للمسنين.
رد صديقي:
- وما رأي والدك؟
هل هو سعيد؟أم حزين؟
طأطأت رأسي إلى موضع قدمي واجبته:
-نظراته تقتلني ينصلح بارد، لا يريد الذهاب، بل قدم لي عدة عروض قال:
-بأنه لن يتفوه أبدا، وسيترك لي كارت المعاش، لا يريد منه سوى العلاج، وتكفيه وجبه واحدة، وسوف يتخذ الكنبة فراشا له، ويترك فراشه للأطفال، كما وعدني بأن يأخذ حمامه مرة في الاسبوع، ولن يطلب أي طلب، وأن يعد لنفسه طعامه، ويعد لنفسه كوب الشاي، وسوف يتناول وجبة واحدة، ولن يتحدث أبدا، كي لا أشعر بوجوده، وسوف لا يحدث أي ضوضاء، ولا كأنه حي.

فاطمة مندي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى