هاني رضيو عبدالله - اغتراب عراقي

إني وإن أعلنتُ يومَ وداعي
سيُعيدُني للذكرياتِ الناعي

ومتى العراقيون ذاقوا راحةً
لأكونَ مُرتاحاً من الأوجاعِ

ما لي وقد حُمد الجبانُ لخوفهِ
ويُذمُّ بين الناسِ كُلُّ شجاعِ

قد كنتُ يوماً سيّئاً لكنني
أبدلتُ في قتلي هوايَ طباعي

ورحلتُ عن زمنِ الخطايا هارباً
للصمتِ . أسئلةُ العراقِ متاعي

رأسي بهِ
وجعُ السنين
فيا أطبّائي لقد ملأ الوجودَ صداعي

اليوم مجهولٌ أنا في أُمّةٍ
لا تعرفُ الفوضى من الإبداعِ

واليوم تُجّارُ الفسادِ كأنهم
عادوا بنا للمركبِ الإقطاعي

ما عمّروا وطناً ولا حفظوا لهُ
عهداً لذا اتّفقوا على الأطماعِ

حتى الصُّراخُ استوردوهُ لشعبِهم
وترى الرعيةَ من ضحايا الراعي

يبكي اليتامى في الشوارعِ قل لهم
ساداتُكم خُلقوا بلا أسماعِ

سرقوا البراءةَ من وجوهِ صغارِنا
وقناعُهم فينا بغيرِ قناعِ

أُمّي تُفتِّشُ عن بقايا قاربٍ
أمي لماذا يحرقون شراعي

غصّت بيَ الذكرى تعالي ياابنتي
نامي فإني قد بسطتُ ذراعي

لا تقلقي هذا الظلامُ سيختفي
من أصلهِ لابد من إقلاعِ

كُلُّ الجياعِ الناقمين رغيفُهم
جُرحي لذلك ما تركتُ جياعي

وضياعُهم حين الرصاص أرادَهم
للموتِ كانوا صيحتي بضياعي

دفعوا عليّ البابَ كنتُ أردُّهم
عني ولم ينفع بتلك دفاعي

الشعرُ يا بغداد لم يُسمحْ لهُ
بالبوحِ عن وطنٍ بلا استقطاعِ

أنواع إقصائي .أنا لم ألتفت
أبداً إلى الإقصاءِ والأنواعِ


بغداد وقتَ يُغادرون سنلتقي
بأبي نؤاس لتجمعي أضلاعي

كانت هنا من ذكرياتي خُوذةٌ
واليوم ليس هنا ضميرٌ واعي

والبندقيةُ مِن هنا حفظتْ دمي
ماذا جرى وبمَ انتهى مذياعي

ما طال حُسّادي سوى إره‍اصِهم
مني كذلك قد يطولُ صراعي

وكأنَّ أحلامي نساءُ زُليخةٍ
يا يُوسُفي لِمَ لا تُريدُ جماعيْ

لأُريْكَ مَن لا يرغبون برؤيتي
سأُريك قبل نهايتي أتباعي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى