مصطفى الحاج حسين - حشرجـاتُ (الدَّمـعِ).

أكلمُ دمعتي
وأعتذرُ عن رمادٍ يُرهِقُها
وعن جرحٍ عميقٍ يختبئُ بداخلِها
وعن عماءٍ واسعٍ يلمُّ بها
وعن تراب شريرٍ يلتَهِمُ أصابعَها
وعن حشرجاتٍ تنبضُ بشعابِها
وعن سماواتٍ مكسورةِ الزرقةِ
محبوسةٍ بين ضفَّتَيها
وعن بلادٍ تتهدَّمُ شموسُها
وتنتزعُ من حناجرِ أقمارِها
القصائدَ والأزهارَ
دمعتي
تحيطُ بدروبي
وتغرقُ بخطا ابتسامتي
وتمنعُ عنِّيَ المَدى
تجتثُّ صوتي
تعاركُ قامتي
وتفتحُ الأبوابَ للصحارى
وتحاولُ أن تلتحمَ بأمواجِ السّرابِ
تعتقلُ النّسمةَ إن همَّتْ بزيارتي
تريقُ دماءَ حنيني
وتسفكُ بأغصانيَ العطشى
ودمي المورقِ بالندى. *

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى