محمد محمود غدية - المرأة السحر

السعادة تشبه ذلك العصفور الذى يطير فى كل الدنيا، ثم يتوقف فوق شجر الترقب
أو فوق نافذة، هناك من يغلق شباكه فى وجهها، لأنه لم يقوي على النهوض من تحت الدثر تكاسلا، لايفعل ماتفعله البجع فى سعيها للرزق فى ثلج الفضاءات العاصف،
ثلاثيني عمل فور تخرجه محاسبا فى مصانع عمه، أحب إبنة عمه وهى أحبت غيره، الصدمة مروعة إحتفى به الألم وسجله على الورق فى قصة قصيرة، مبينا كيف إستقبل تجربة الحب بطريقة الذوبان فى أول نهر يصادفه وهو
لا يعرف العوم، مستخدما عواطفه مائة فى المائة وعقله صفر فى المائة، ولأن القصة شديدة الصفاء والإنسجام مع تفاصيل الحياة، فقد فازت بالمركز الأول، ليصبح بعدها من رواد قصور الثقافة، بين لفيف من الكتاب والمثقفين
مازالت تسكنه الهموم،حتى برزت له عين امرأة تمرق فى إتجاهه، مشرعة كالسيف، عيناها تبسمان فتورق الكروم، دعاها للجلوس وهى الراغبة فى تقييمه لقصصها بعد فوز قصته بالمركز الأول
- قائلة : الكتابة ينبغى أن تحقق شيئا لم يحقق سابقا، بطريقة لم تستخدم، تعطى نتائج غير منتظرة !
- قال : هذا كلام غير دقيق لأننا ننقل عن الآخرين تجاربهم الحياتية، الأشياء العظيمة لا تقاس بحجمها وقدرتها وثقل وزنها بل بتأثيرها، مثلما تدهشنا الفراشات بجمالها رغم ضآلة حجمها، إستطاعا معا عبور جسر الصداقة إلى حيث ينتظرهما الحب، نجحت فى زحزحة الهم وعوضته الغياب، إنها المراة اللغز التى فشل الفلاسفة والحكماء فى فك شفراتها، يكفى أنها الحضور المرئي للسحر فى هذا العالم .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى