محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - كتبت لي في الصباح

كتبت لي في الصباح
لقد استيقظت مُبكراً اليوم
حلمت بك
تقود سيارة قديمة
وتُدخن بافراط كعادتك
لكنك فعلت شيئاً سيئاً
كُنت تدعس الفراشات في الطريق
بينما انا الى جوارك ابكي
اعتذرت لها
حتى أنني تبرعت بعشر قصائد مستعملة
لحفنة فراشات سوداء
ونتنة
كتبت لي
انها خرجت الى درس الموسيقى
وأن وتر الجيتار قد جرح اصبعها الصغير
وأن صديقتها حامل
وأنها
تُفكر في شراء بطاطا وبعض الفوط
لم استطع أن اكتب لها
اصبعي الاوسط الذي استخدمه
جرحته ماكنة تعليب ايضا
في مصنع حقير
كتبت لي أنها على وشك أن تخرج الى المقهى
كتبت لها أن اصبعي شُفيّ
لكنني
هنا
في بلاد ذات لكنة طرشاء
اُحاول أن اتعلم كيف الفظ احبك
دون أن افقد سناً
كتبت لي انت غريب الاطوار بشكل مدهش
قُلت لها
انا فقط وحيد ، ومجنون قليلاً ، ومفلس
كتبت لي
اتريد كعكاً
مضغت قماشة قديمة وانا ثمل في غُرفة مكدسة بالاشخاص النتنين مثلي تماماً
ونمت وانا احلم بخبزة
كتبت لي كيف تمضي وقتك
فكرت في اللحظة ، في حر منتصف الظهيرة وانا اتصبب بؤساً وكيلو غرامات من الشحوم المعدمة تذوب
والخمرة الرديئة تعبث بالذهن
فكرت في الغربة الحالية
ثم في بلادي
غُربتي الاخرى
مثل الآن تماماً ، فيما مضى ، في منتصف حر الظهيرة
اتصبب حُزناً
وانام في الازقة
كتبت لها
اننا هنا جميعاً بخير
ونادرا ما نحتاجُ الى الخبز
كنت اقصد نادرا ما نمضقه فحسب

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى