محمد محمود غدية - الدوران عكس الإتجاه

كل يوم تحصي النجوم وتخاطب القمر، لا أحد يسألها عما تفعل وهى العاشقة، اليوم عيد ميلاد حبيبها، إبتاعت له ساعة فاخرة، مصحوبة بكارت معايدة كتبت فيه : إلى أجمل الأشياء التى صادفتني فى عمري، إلى مظلتى ومعطفي وقت المطر،
شاعرة تفيض رقة وعذوبة، أحبته حين إلتقيا فى جماعة الأدب منذ السنوات الأولى
وحتى التخرج، تزوجا وأصبح محامي تحت التمرين، وهى جاءتها فرصة عمل رفضتها لتتفرغ للبيت والزوج والأولاد، أبحرت بهما مركب الحياة فى بحر أمواجه هادئة، كانت بمثابة الزوجة المحبة لبيتها وزوجها، وهو كان يرى أن الزواج فرملة الرجل التى تعصمه من الزلل والسقوط، ومن السخرية أنه سقط سقطة مدوية، بعد أن أثمر زواجهما عن توأم مثل القمر، إننا أمام عبثية الحياة التى ترفض أن تدور دورتها الطبيعية،
وتدور عكس الإتجاه،
نسى يوما إغلاق حقيبته التى تغلق بالأرقام السرية، وأثناء عبث الأولاد بها، سقط ملف وبينما تحاول إعادته للحقيبة قرأت إسم وفاء صديقتها، وأمام الفضول فضت الملف، لترى به قسيمة زواج عرفية بإسم زوجها وصديقتها المطلقة، التى فتحت لها بيتها، أثناء دعاوى الطلاق وتوكيل زوجها فى القضايا المرفوعة ضدها،
مدهوشة أمام وفاء الصديقة التى سرقت زوجها فى غيبة منها،
صدمة مروعة هزت كل كيانها، وفاء الصديقة
فى زمن الغدر والخسة، تنتحب فى صمت، وتستفيق روحها وتعيد ترتيب الأوراق، وإستعادة زوجها دون إفتعال معارك لا جدوى منها، بعد أن نفضت عن عينيها غشاوة الرؤية .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى