محمد محمود غدية - الحادث

كانت العاصمة الإدارية الجديدة بمثابة الحلم، بعد تخرجه مهندسا مدنيا وهناك وجد عملا يتناسب ومؤهله، شهر عمل وأجازة إسبوع يقضيه بين الأهل، مثل كل الشباب يحلم بالزوجة والبيت والأولاد، إختار إبنة عمه الطبيبة فى المستشفى العام، تحابا وتزوجا وأفرخ الزواج عن طفل مثل القمر، والده فلاح بسيط مازال يفلح الأرض التى ورثها عن أجداده والتي لم يفرط فيها وهى لأولاده من بعده،
مع بقرات ثلاث ينتجن اللبن والجبن القريش والعيش البتاوي والفطير المشلتت التى تعكف الأم على إعداده لإبنها المهندس ولأصدقائه فى كل سفرية، حتى كان يوما ودع فيه المهندس والديه وأسرته وحزم حقائبه وسافر، فى مساء نفس اليوم طرق الباب شرطي يحمل بطاقة إبنهم والجاكت الجلد الذي كان يرتديه وهاتفه، معتذرا أنه يحمل خبر فاجع، إبنهم وقع
له حادث أودى به فى الميكروباس الذى كان يستقله بعد تفحمه إثر إصطدامه بناقلة مازوت فى الطريق السريع، تشوهت الجثث وأمكن التعرف على إبنهم
من البطاقة والهاتف المحمول، يوم صعب وقاس فى نقل الرفات وصدمة مروعة، بين الأهل والأصدقاء، وحزن خيم على القرية كلها، فى اليوم التالى للوفاة داهمتهم مفاجأة غير عادية كادت أن تودي بهم، إبنهم المهندس يطرق الباب بعد أن عرف بخبر وفاته عن طريق شقيق صديقه الموجود بالقرية ويشاركه العمل فى نفس المشروع بالعاصمة، إختلط الحابل بالنابل بين فرح وبكاء الأهل والجيران والأحباب، مفسرا الإبن ماحدث : أنه نسي جاكته الجلد وبداخله البطاقه وهاتفه المحمول فى إحدى الكافتريات على الطريق، وحين عاد لإستعادتهم لم يجدهم .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى