عبدالكريم الناعم - "يَمّا"*

أَلْقى على شَجَر البلادِ رداءَهُ
فَاكْتظَّ هَمّا

الوجْدُ سيّدُهُ، وقاتِلُهُ، وسيِّدُ عُمْرهِ،
لِلّهِ هذا الظِلُّ يَدْلِفُ بينَ داليَتينِ
يَحْملُ نَبْعَهُ والعُمْرُ يَظْما

لِلّهِ هذا التّينُ والزّيتونُ
والنّصْلُ الذي زَرَعوهُ في القلبِ
الذي بَصِرَتْهُ قافيَةُ البراءةِ في الكلامِ
فكانَ أعمى

لِلّهِ سُمْرِةُ وَجهِها
وحنانُها العربيُّ
والجَبَلُ المُتوَّجُ بالصّقورِ
بِجَرّةِ العَسلِ المُسافِرِ في الصُّهوبةِ
بالسُّلافةِ
مِن رحيقِ الثّغْرِ أَلْمى

لِلّهِ تلكَ..
وحالَ بينهما الدّخانُ
الأرضُ تَنْهَضُ
في أعالي القلبِ آخِرُ وَعْلةٍ
تَرْنو إلى الشّجرِ البعيدِ
وفي الفؤادِ بقيّةٌ
من ذلكَ السُّكْرِ الرّخيمِ،
وفي مَدى الأفْقِ الشَّجيِّ
رأى يَديْنِ تُلوِّحانِ
فَصاحَ: "يَمّا".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى