زينب هاشم شرف - شقراءُ ممشوقةٌ، ممتلئة، زرقاءُ المحاجر..

لمحتُها، فلحقتُها مِن حيٍّ إلى آخر، مرّتْ بصِبْيَةٍ يتقاذفون الشمسَ بأرجلهم، أشارت بإصبعها الأصغر، فتساقطوا صرعى وأحاطَهُم بهيكلِهِ ثعبانُ الأمازون.
بأحمرِ خدودٍ قرمزي على حلمتيْها.. تقطرانِ كلامًا بِلُغةٍ فاخرةٍ عن حقوق "نون" النسوة و"طاءِ" الطفولة.. وَ "راء" الرجالِ في الح/ر/ب، وشفتاها مقبرة الرب.
الحب؟
تحسستُ صدري، فسال النفطُ منتهيَ الصلاحية يغمغمُ ضادَ البدائيةِ في ريشة "النافاغو".
أتلعثمُ بشبقٍ أعمى وأتبعها من حي إلى آخر، مرّتْ بنخيلِ قريةٍ، فضاجعتْ الملكَ على سريرٍ من جذوعِ الفلاحين وفي النشوةِ أحرقَتْها، والملوكُ إذا استقبلوا نوارسَ الشمال أفسدتْهُم وأفسدوها.
محملةً بدبس الجزيةِ وزيتونٍ مِنْ خراجِ أهل الذمةِ وفئران البحر، بعصير المانجو والدم السوداني، شقراء وترفلُ في "الكولتان" المطرز بملايين اللآلئ، كل لؤلؤة تشبه وجه فتاة سوداء من جمهورية نسينا اسمها في "كاف" الكرب.
تسحرني بسقطاتها العالية، تعدني لفتاتُها بمجدٍ شخصي، تعثرُ عليَّ في الحي الأخير عند ضفاف نهر العبور، أخلعُ قمحَ الأجداد، أنسلخُ وألدُني على مرأىً من زرقة بؤبؤيها .. آتي بيضاء اللهجةِ في الماء.
تلقنُني قصيدةً للمستقبل في التلوي الفاخر بين امرأتين: أنا رسولةٌ وأنتِ الحُلول.
على جبينها مكتوب: الحضارة
على جفنيَّ محفور: الهمجية
تخدشني وأخدشها وتنال مني.
لا أنال منها.
أسمرُ،أسمرُ، أسمرُ هذا المتوحش تحت الجرح، ويأبى!
تسقطُ عن جبينها طبقاتُ اللغةِ الفاخرة، فيصعقني ظلامُ يهوه.

_____
زينب هاشم شرف
تاريخ الكتابة: ٢٧ منذ طوفان الأقصى ٢٠٢٣

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى