محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - نص الى زينب...

اليكِ يا ...................
اخر ملابسات المشهد الصادم
اريد أن اشطف الحُزن / انني على جُرفِ نسيانك اخيراً
يا للحزن
كم من السوء
أن اشفى منك
الامر يشبه أن تقرر سلطة النهر ، أن تشذب مراكب الصيادين ، والمعديات الصغيرة تُصاب باليابسة
، حزن حقل ، لم يعد يحلم بصوت الوابورات
فوضاكِ في الروح انغذتني
من الفرح
اهناك اتعس في الحياة من مشهد الشاعر ، يُبشر للعصافير دون أيدي ؟
فوضاكِ في الروح ، كانت عزائي حين شاهدت انفجار الارض
من وراء الشباك
الطائرات تسقط ، المباني تُحلق او تتهاوى ، والنفوس صدقت ان ربا ما في العدم قد تلبسه بالجنون
اغلقت النافذة
وراجعت دفتر زياراتك ، للحاف الخالي من أي مظهر للشتاء
فوضاكِ في الروح
مثل أن نبكي ما نسينا زجه في قصيدة كُتبت في حدث اخر
اليكِ منذ عرفت ، كيف احيا ، أن اُزج بي في التفاصيل دون اقصاد
أن اذوب في القهوة كاملا
او اتجاهل الكوب
إن اعترض رصاصة الجُندي ، او لا اغادر منزلي
تعرفين عني
هذا التطرف
أن اصمت
او احتكر كل ما يُقال
اليكِ اخر ما اودكِ أن تسمعيه
بعد أكثر من عشرين عام تذكري ذلك ، بعد ربع قرن
ساكتب قصيدة اقول فيها
وأنا اصف حبيبتي في عيد ميلادها الخمسين
" كم تشبهين القمح قبل بلوغه سن الطحين "
هي تبتسم كالياسمين
وانا اقول دون أن أتذكرك
كم تشبهك
سأحبها مثلك تماماً
ستغني لي ، مثلك تماماً
سترى في حزني ، شيئاً يُشهيها لتقبيلي ، اكنتِ تسرقين السر
كم ابدو وسيماً قبل أن ابكي على موتٍ تأجل في البوح
سترتب نفسها في خزانتي ، فمها ، يديها، شعرها ، طين البحر
البحر قال بأنه لم يكن رجلا مقربا من جروحك
كذبتِ انتِ
البحر مقرب منكِ ، ضُره لي ، زوجك الاخر ، يضاجكِ في غفلتي
كم كانوا اطفالي
يجيدون السباحة ، والتحدث للطمي
لماذا لم اشتبه في الماء ؟
ساحبها مثلك تماماً
لن اصدق أنني احببتها ، سوى عندما ، في ليلة ممطرة مثل تلك
حين كنا نملك الخرطوم
وكل الشوارع تطالبنا بأن نفهم حنينها للتعري مثلنا
الشقة
النافذة / صوت المياه ترمم السقف ، او تعمده لاغنيةِ وسيمة
حين لمحت صدركِ
طافحاً بالموج
كم خِفت أن اغرق ، كنت اشعر أن عاصفة في السرير ، وأن بحراً هائجاً في الصدر
و أن وقتاً قد اضاع حذائه و نام قُربنا
كم قلتُ في ذاك الجسد
في صدرك الضاج بالحقول ، وبصبية يشبهون غباشنا / بميولك الفطري لنساءنا الطازجات
كم قلت في صدرك
احبك
ساحبها مثلك ، اسرح شعرها ، المشط سوف يوطد الالفاظ في الايدي
ساعيد تسريح شعرها لعدة حكايات
لن تمل
سيشيخ المشط ، تسقط اسنانه
بينما تبقى اصابعي شابة ، مثل رجلُ من فخار
سأكتب في كتابي الخامس / السادس / المئة لا ادري
ساكتب في المقدمة
الى زوجتي
لن تصدقي أنني قد تزوجت
وأن لي ابنة ، تشبه امها في الابتسام ، وتقليد العصافير ، التسكع بين اكثر من سماء
وكم تشبهك
في انكار هشاشة حزنها في ذروة الشعر
لن تُصدقي
أننا لو تعمدنا في يوم الانتحار
أن نجرب لدغ بعضنا
حتى نموت
او توحدنا السموم
لكنا متنا فرحين، او تطورنا و زاوجنا السلالة بالفراش
كنا
سنكتب عن عقارب
تُشفي بعضها بالرحيق
بعد خمسون عاماً سوف تأتي حفيدتي لزيارتي في البيت
زوجتي تبحث في الخزانة عن السجائر
وابنيّ الذي يدرب نفسه كي يغدو كاتب
لن تُصدقي كان على وشك أن يصبح جندي
لكنه يخشى " دموع الاطفال ، والضمير ، وغضب الحدائق "
صار كاتبا بالمصادفة
لن تصدقي احب مثلي
فتاة جميلة
" لا تشبهك ابداً "
فتاة احبته واعطته صدرها دون أي معاهدات للامتنان
اسمع الاواني تصطك ببعضها
اني اراها جميلتي وصغيرتي ، بلغت الآن حافة السبعون او يزيد
صغيرتي
لا زالت ترى أننا اخطئنا في طُرق التعارف
وأن من الوقاحة ان اقول لسيدة ، عرفتها للتو
" كيف تبدو سُرتك
احس أنني قد ولدت لخصر يشبهكِ كثيراً "
تضحك
تواصل
كيف تقول بأنني سرقت امك بطنها
فاقول لها
ارضعتيني خمسون عام
سرقتي من امي " امومتها وامومة امها "
لا تضحكِ سنكون سعداء
ولكن
انتِ ايضاً ربما
لو لم تباغتكِ المدينة بحادثِ سيء
وإن اجدتي اتباع كل النصائح حول كيف يعيشُ كاتب للابد
لا تكتبي بعد الواحدة ليلاً
لا تشربي الخمرة باكوابِ بلاستيكية
لا تنظفي ثوباً به عطرُ فريد
لا تجرحي شاعر
إن فعلتِ ذلك
قد لا تموتين في حوادث ليل ، بين اغنية في النهد
وسأكتب
اخر كتاباتي
سأهديها لزوجتي مثلما اعتدت
ولكنني
ساعترف ، لاول مرة
كانت زوجتي اخر ما تغنى به الأله ، خاتمة الموسيقى في جسد حواء
ولم تكوني سوى مجرد
" مقطع رديء ، غنته داعرة في " انداية " لم تعجن مقاعدها برائحة التمرد "
ورغم ذلك
استحقيتي أن احبكِ ذات يوم
كُنتِ تفهمين البحر
وهو شيء نادر
امراة ورقية ، وتفهم البحر
في التسعون من عمري
سأوفر ما تبقى من حبر لرثاء زوجتي الراحلة
وحين اتذكرك
سأقول
كانت افضل من يجيد افلات الايادي في الطرق الليلية الهادئة
كانت افضل
من تُجيد كتابة الموت ، ثم ترقص والدوار يناجي صدرها
ترقص
وتضحك كالشعر حين يكذب بالخطأ
كالشعر حين يطعن شاعره بامرأة من لحم ودم

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى