مصطفى معروفي - لن أمتحن الطير

أشعلتُ بنافذة المنزل نرجسةً
فانطلقت تحيا
والشمس تحيط بها مثل فلاة
تنعم بغزال منفردٍ
قولي لي سيدتي
ما أدراك بأني أدمنت مشاهدة الغيم
يجرّ قوافلَ من ماءٍ؟
بل قولي لي
من أضرم في عينيك العشقَ
إلى أن شهق الظلُّ وصارَ
يراجع رتْلَ مواسمهِ؟
أتذكر أني لما زرت الجبل العالي
كان يرافقني الليل
فأوقدت النار هناك
وعدت وئيدا
أسحب خلفي جيلا من رهَقٍ
أرهقني أن أمشي طول الساحلِ
ثم أوالي الاستغفارَ لمن يسكن
في الأرض
أرى الأطلال تضم إليها
حقل السنبلِ
ثم إذا قامت ترهنه خلعت ثوب الخصب عليه
من دون حيادٍ
حتى صارت أحرى بمديحي الأخويِّ الصادقِ...
منذ الآن إلى العام القادمِ
لن أمتحن الطير
ولن أتحالف إلا مع كل مساءٍ دمِثٍ
يرعى الأقمار بدون مقابلْ...
ترك الخاتَمَ عند الصائغِ
ليغيّر سحنتهُ
إذ صارت تنتاب الخاتم نوبةُ صرَعٍ
وعليه تبدو إرهاصات الشيخوخة.
ــــــــــــــ
مسك الختام:
أراك بــــأمــر الــنــاس مــازلــتَ تــهــتمُّ
تُسَرُّ لهم ،لو هم شقوْا صرتَ تغتمُّ
وأنـــت تـــرى مــا منهمو بــكَ عــابئٌ
ولا مــحــتــفٍ يــومــا ولا هـــوَ مــهــتمُّ





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى