أمل إسماعيل - فلسطينُ في عينَيّ

هذي البلادُ في عَينيَّ
ألا تَرى!
تُبنى البِلادُ من صُوَرِ البِلادِ
بالفسفورِ أكَحّلُ عينيَّ
فأَرى..
الرّضيعَ يستشهدُ اسمَهُ ولا يموت
الأمَّ تعُضُّ على حُزنِها ولا تَجوع
الرّجلَ، شَعرُهُ الأبيضُ ركامٌ على رأسِه
يحفرُ.. ينبشُ.. يُنادي، ولا يُقهَر.
الولدَ، يَقبضُ الغَضَبَ جَمرةً في كفّهِ، ويحلُم
البنتَ، تربطُ ما تبقّى من جديلَتها بيدٍ مبتورةٍ وتضحَك
الشّيخَ، يمرّغ يَدَيهِ في مِسكِ مَن راحَ، ولا يسأَل.
هذا شعبٌ مِثلَ الرّيحانِ ومثل الحَنظَل
فتصبَّر..

أعرفُ هذي البلادَ في عَينيَّ
فانظُر:
حمراءُ كبطّيخةٍ في يدِ مُقاوِم
حلوةٌ كطعمِ المطرِ في اليدِ المشَقّقةِ على الظّمأ
حادّةٌ كمُثلّثٍ مقلوبٍ ينغرزُ في صَدر العدوّ
صِفرٌ
للمسافةِ تجيءُ بالنّصرِ
وصفرٌ
في الدّفترِ لمَن لا يُحسنُ العَدَّ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى