عبدالرحيم التدلاوي - سراج القلب.

وتعبرني كغمامة
سخية الوعد
والأمنيات
تظلل صمتي
صمتي المكتنز
بحضورها
وقلبي الممتلئ
بنبضاتها المتمردة
على قوانين الزمن
المنفلت من أحداق الانتظار
وشوق اللقاء
تعبرني
كشهاب
ومضه يسرق النوم
من جفوني
فأبقى
ساهرا
أعد النجوم
بانتظار
وميض جديد
أو شهاب
يسقط في مرمى
رغباتي.


لن أسمح
لأنياب الليل
أن تقضم
تفاحة صباحك
المنبلجة كوعد
من صدرك الريان
كدالية
تروي
شوق الصديان
فالغيلان
ظلام
ظلام
أظافرها وسخة
ولا تعرف
تذوقا
ولا تدرك
معنى الأفراح
فالورد عندها
كالشوك
سيان.


يرتق الكمان
جروح الطبل.
**
أيها الطبل
اصمت قليلا
فالكمان ينزف
جراحنا.
**
على الطبل
أن يؤدي غرامة ثقيلة
في حق
آذاننا
المخرومة
بصراخه
اللعين.
**
إذا صمت الكمان
ساد الطبل.
**
تبا لزمن
تهتز فيه
الأجساد
للطبل
ولا تسمو
فيه الأرواح
بالكمان.


لم أعد أرغب
في أن أرحل
إليّ
يقتلني الضجر
قلبي شمس آفلة
ونفسي بركة آسنة: خز وطمي وطحالب وأسماك رغبة ميتة
ووجهي كأس عبوس سام.


يمر بي نهر الذكرى
فتنبتين في جرحا
وتسيل الشهقات.


وكلما نظرت إلي
تتساقط أوراقي
فأتعرى
أخشاني
من ذاك الفحل
المتواري في
من ذاك الوحش
الرابض في
أحلامي
أخشاني
من تلك
القناصة
المتوارية خلف
رغباتها
الثاوية
في لاوعي انتظاري
ترعبني
رائحة الدم
ترعبني
المطاردات المجنونة
لربح الثواني
ترعبني
لغة الرصاص
ترعبني
لعنة الحياة
أنا
غابة تتساقط أشجارها
بفعل رياح انزياحي
ما أقساني!
سأنمو فيك
وتعيدينني
نورا
شمسا
في عز توهجها
تعيدينني
من أوهامي
إلى أحلامي.


صبح عشق على ضفاف نهر جار وجارف، أوجعه جمالك الريان، فصار يلتهم الأرض والوقت وينادي هل من مزيد؟ جمالك لحماقاته صد وتخييب.
وعلى ضفاف صراخه الممتد إلى المدى البعيد:
نأكل الحلزون والعيون تلتهم العيون، والرغبات عطشى واللقاء جنون ورهين انتظار الى حين..
هذه يدي مبسوطة أمسكي بها ولنذهب إلى الغابة نتسلق الأشجار بمرح ونأكل الموز ونلقي بالقشور في الطريق لتنزلق السيارات وتسير في غير اتجاه ونحن نمتلئ ضحكا صبيانيا ونتابع لهونا غير مبالين بأثر السقوط وسفالة الدماء.
نضم بعضنا كطائري عشق أدفئك وتدفئينني ونذوب في بعض.
هاك مائي يسقي أرضك لتورقي من جديد.
عبد الرحيم
عبد الرحيم التدلاوي
يا سراج القلب أضيئي سمائي بنور الحب.
يا نيروزة الروح أتركي عطرك يملؤني،
يا منية النفس غردي فالحياة فرح وسرور..

يا امرأة معجونة من نور وعطر الياسمين
متى تهلين فتتضوع بك أنفاسي؟

قفي أمامي عارية
كلوحة فيحاء،
وأمسكي بريشة الأحلام
وارسميني على حضنك
أتوضأ بحليب النهدين المقدس
وأتطهر بالأرداف السامقة،
ثم أعيديني إلى صرختي الأولى
لأدفن فيك من جديد.


قوم ألفوا الظلمة
كلما سقط نجم
احتفلوا!


سر شامخا
ولا تبال{ي{
فأنت في الوطن أنت
الغالي
كسر الصمت
بصوت الحق
ولا تبال{ي}
فلن يغتالوك
ولن يفلحوا
في تكميم فمك
فأنت النور
وهم الديجور
فسر شامخا ولا
تبال{ي}
سر هادرا كنهر
ولا تبال{ي}
فالبناء العالي
لا يهتم ببول الذئاب
فتبقى الهمم النقية
وتضمحل الذئاب
سر يا باني
لن يكسروك مهما فعلوا
فأنت الحق الساطع
والشمس المشرقة
لن تحجبها
عصي القمع
ولا نباح الكلاب.


طهر قلبك
فإذا بحثت عني
ستجدني
وإذا نأيت
فلن أبتعد عنك
نوري سيبقى
إلى جوارك
متى ادلهم الظلام
و
اسودت في وجهك الحياة
و
تعاظمت خطوبها
ستراني
أنا الحب.


قلبك
كعبة
وأنا
وحدي
الطائف؛
طواف العارف..
قلبك
مزار
وأنا
وحدي العاشق
المنذور
ونبضي
حب منثور..


خارج مدارك
تنعدم
الجاذبية.


سمتني صحراء
لتكون غيمة قلبي الفريدة.
سمتني صحراء
لتكون واحة قلبي الوحيدة.
وأنا سميتها
سمائي
فانهمرت
من قلبي
كسيل
على منحدر
عطشي
شوكا
وشوقا
نجمتي العنيدة
نجمتي التليدة.


أنيري لي كونك
لأراني فأسعى إليك،
وأضيئي سمائي بسنا حضورك
لأعشق الحياة الطافحة من وفي عينيك،
دعيني أضل
لتعيديني مؤمنا ببرق رضاك،
لا خير فيّ إن تهت كثيرا
ولم أعد إليك
تائبا
نادما
ضاما يدي كمؤمن صادق الإيمان.


يحرك المسبحة
بأنامله
حباتها
حلمات
في حلمه!


يعود إلى منزله
منتشيا
بائع ملابس النساء
الداخلية.


في العتمة اللذيذة، أتوسد سرة العالم، وأتذوق حليب الحلم وأتابع سفر النجوم إلى أعالي مهجتك. ها وقت السحر قد أقبل من لؤلؤتي عينيك، يوقظني الفجر على طرقات أناملك على باب قلبي، فأنتشي. ينهد الجدار من ضجيجي الجبار، فتحتمين بزاوية الرضا، وتنعمين برؤية العالم ينهد، يتسع الخراب كرقعة زيت في مهبل العدم، وتندلع نار الحروب بين الموت والحياة، ها إنك في الجهة الضالة تراقبين بتوجس نهاية محتملة للوجود، كي تعيدي بناء حبيبك وفق إيقاع الصبر اللامحتمل، وتسيرين كملكة متوجة بالوهم إلى أصقاع لم تطأها قدم عاشق. وها إني الولهان، أسير ككلب صيد خلف طريدة دامية، تجر جناحيها إلى وكر الضباع، تتابع لعبهم الماجن بأوراق الحظ، يراهنون على من يحظى بجثة العالم المتفسخة، وآوي إليّ، أهرب مني، وأعود ثانية أمارس لعبتي المسلية مؤمنا أن الذات خلاص.
وأن الرقص تحرير للروح من أوتاد الانتماء.
تصهرها نار التهجد، فتسمو إلى الأعالي الشماء.
فأهرقي دمعك على هذه الأرض القاحلة والناكرة، لتعيدي إليها خصب الأبناء.


أيقظي الربيع الذي بداخلك،
فقد حان وقت الطرب،
وأوقدي النور الذي بداخلك،
فقد آن أوان الفرح،
أزهري حتى يعبق الكون
بعطرك
ويستحم الناس
بنور حبك،
لا تبتعدي،
فبعدك نار،
وقربك جنة ووقار ..
فدعيني بحضنك
أنعم بعطر العرعار
كوني الوردة
التي تتفتح أكمامها
على إشراقة الحياة،
وامسحي الغيوم من عينيك
فالبكاء عويل ونغمة فجار
كوني اليمامة
التي تصدح
بعشق النغمات،
كوني الزهرة
التي يطربها
عطر الشعر
وباذخ الكنايات
وكوني لي
قلبا
وقبلة
للصبوات..


لا أحد يفهمك سواي. هم يبحثون عن الدلالة وأنا أقبض على جمر المعنى وأخفيه بين ثنايا قلبك فيضلون وأعمى.

حتى لا أراها...؛
اندست في قلبي.....


بيني وبين العيد فرحة
وبيني وبين الفرحة هوة سحيقة
تردمها بالأمل يد النور
تصنع الأمجاد والبطولات..
بصدور عارية
وعزائم لا تقهر
يصنع الفتية
تصنع الفتيات
تاريخ المجد
وتمحو عن جبين الجبناء
نغمة الانبطاح
تنزع عن المتشفين
ورقتهم الأخيرة
تفضحهم
أمام أنفسهم
فيبتعلهم
مرة
الذل
ومرة
العار.
المجد
للأبرار
الذين
إذا ضربوا
أوجعوا
المجد
للأحرار
إذا قاوموا
أبدعوا.


جمعة أنت؛
وقبلتك أنا؛
فتخشعي في الصلاة.


أمام سحر عينيك
تلين البندقية
لا تطلق نارا
تصير قلبا.


شهوتي فادحة
وروحي عطش سائل
والقمر عنقود عنب
يتدلى
قاب قوسين أو أدنى
والفم نسيج عناكب.


تلك الخطوط
المرسومة وشما
على راحتك
روحي
فإن
عزفت
على أوتار قلبي
تناثر وجعي.


باطمئنان المتبتلين.
أسير
مغمض العينين
خلف الحب
إلى محراب قلبك.


رأيتك مقبلة كنداء؛
فنهضت
متوضئا بماء الرجاء
لأقيم في محرابك الطاهر
صلاة الحب.



القليل من اسمك يحرقني؛
فكيف إن أنت تجليت أمامي!



أيتها الرصاصة
قلبي وردة
فكوني الفراشة.


الفنان
الذي يلازمني
كظلي
لم يكتب حرفا
لم يرسم لوحة
لم يعزف لحنا
لم يطرب أحدا
لم يرقص أبدا
لم يمثل دورا
يراقبني بدقة
بدقة نمر متحفز
حتى إذا ما انحرفت
قومني بفنية.


امنحيني عينيك لأراني.
امنحيني قلبك لأحبني،
امنحيني شفتيك
لأتذوق
نسيم الصباح
وعبير عبورك
فما أبعدك،
وما أشقاني!


يمكنك
أيها الغاضب حد الغليان
أن تتوجه
بكل إيمان
إلى أقرب حان
حيث البرمان
سمينة الصدر والأرداف
ستستقبلك
استقبال الأبطال
تمدك بالقناني
وراء القناني
لتبلغ نشوتك الغضبى
وتنسى ربك
وما خلق
ولا ترى
سوى تلك الأنثى التي تنتقل من
الكونتوار إليك
وكأنك محور العالم
وهي الليل والنهار
وهي النجوم والقمر
وهي الشمس بك تشع
فلا كانت إن لم ترض وتنعم
ويمكنك
في أرذل الأحوال
أن تتوجه
إلى أقرب مقهى
حيث النادل
قد تعود حضورك الخجول
يمدك بكوبك المفضل
ضع قطعة سكر
واغمس ملعقة غضبك
وحرك ما بالجوف
وكأنك عفريت أو مارد جبار
يحرك العالم
ويشكله وفق هواه
ثم
بعد دوخة
تهرق الكوب
دفعة واحدة
في جوفك الهائج
تسكن
غضبه
وتطفئ
نيرانك المشتعلة
فقد حققت حلمك
وما عاد العالم
كئيبا
فقد صرت
بملعقتك
سعيدا
وبملعقتك
ذابت القطعة
ذابت الكآبة، والظلم والجور والاستغلال
وذابت الظلمة وانتعشت الروح وأشرقت أنوار الحرية
وبها
صار العالم
لذيذا
فما أنبلك!


لا شيء في بلادي جميل
لا شيء
لا شيء سوى
نفض الغبار عن الغبار للغبار
وتراكم مذل
وممل من الانتظار
للانتظار
لا شيء يأتي
لا شيء
الكل يرحل
ينفلت من بين أصابع الشوق
ويرحل
لا شيء سوى قبضة ماء
وريح صرصر
لا شيء ينتج في بلادي
سوى اليأس
والضباب
والارتماء في أحضان البحر
علّ موجة رؤوم
تحملنا
إلى غيث منتظر
أو شط رأفة بالإنسان
لا شيء في بلادي
سوى
ثرثراث
وووعود خلبية
وصناعة أوهام
بلادي حرقة
وليست مقهى
لشرب كوب
ثم ترحل
بلادي تاريخ
فكيف ذاب
كيف غاب
وفوقه طين
وصخر
ووحل
كيف صار قبرا
وسوادا
ووأد أحلام؟
ليس في بلادي
سوى
صمت علوي
وسحل
وقهر
فلا تتعجل
فما في الأفق
سوى
ظلام
يحثك
على ان ترحل
موتا
غرقا
انتحارا
لا يهم
فما أنت
سوى
رقم
في معادلة نابذة
وفي أحسن الأحوال
شهقة
فاختر
موتك
فذلك أسمى حرية
لك
ولا تطلب أكثر.


ناضجة ثمار تلك الشجرة
وصدرك
ها قد حان وقت القطاف.


هبوا إليّ..
العالم سكين
وقلبي مهوى الطعان!


أغلقي باب قصيدتي
يا عزيزتي
وانصرفي نجيا
حتى لا يداهمك
طوفان حزني..


كنت لها
هزارا
فكانت لقلبي
ربيعا.


كل الامكنة عامرة بك.. يزداد فقدي فداحة.


وأتلو على قلبك بعضا من آيات العرفان،
لألثم بشفاه الرجاء
جرحك
جرحك المبارك
السائل نبضا
من طعنات الجبناء..
وأنفض عن الكلمات
ما تراكم على معجزاتها
من غبار الأوهام
حتى تستعيد
دفء الحضور
ونار الاشتعال
نار المجد الطاعن في الضوء
ها شعلته
بين يديك
تصنع الحسن
وعطر الانصهار
كونيني أكنك
والسبيل إلى المجد
مرهق
ومعك جنة خضراء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى