محمود سلطان - فليرحلوا..

مَاذا ستفعلونَ بَعدَ الآنَ في لَحمِي
لمْ تتركوا غيرَ رُفاتٍ وعظامْ
كما تَرَونَ:
الموتَ في صَحنِ الطّعامْ
وخبزِنَا اليَوميْ
نبلعُهُ مثلَ حُبوبِ الأسبرينْ
نشمُّهُ مثلَ أريجِ اليَاسَمينْ
نأكُلُهُ مع الطّحين
نخبزُهُ مع العجينْ
يرضعُهُ الأطفَالُ والأجِنّةُ المَيَامينْ
• محمود سلطان
كلّ صباحٍ قبلَ أنْ أُغادرْ
تسألُني أمِّيْ
عَنْ كَفَني.. والمُصحفِ الحِجَازيْ
عَنْ ركعتيِّ الفجرِ عَنْ وُضُوئي
قِلادَتيْ.. هَوَّيتي.. مُخيَّميْ.. قدْ أرتَقِي..
ولا أعُودُ الآنَ في يَوميْ

محمود سلطان من قصيدة "فلترحلوا"
كلّ صَباحٍ قبل أنْ أغادرْ
تُسْمِعُني أُمِّي:
يا وَلَديْ
يُكَفّنُ الشّهيدُ في لُفافةٍ مِنْ عَلَمِي
ماذا ـ إذنْ ـ ستفعلونْ
في ميِّتٍ شيَّعُهُ أهلُ قُرانا المَيِّتونْ
فلْترحَلوا..
لا تحمِلوا ـ يَا مَنْ على مَوَائدِ المُفاوضَاتِ ـ هَمِّي
فالموتُ مَخلُوقٌ لكي نَعيشَ قَامةً بقامَةٍ
رأسًا برأسٍ .. قَدَمًا بالقَدَمِ
لا أمةٌ مختارةٌ نرفعُهَا.. نصنعُهَا إِلهًا
نعبُدُهَا كالصَّنمِ
هذا الذي أعلَمُهُ.. هذا الذي أفهَمُهُ
عَنْ حِكمةِ المَوتِ ـ هُنا ـ عنديْ
لكُمْ ـ إذن ـ أفهاَمُكمْ
ولي ـ أنا ـ فهميْ

القاهرة. محمود سلطان قصيدة "فليرحلوا"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى