حورية بنمربي - التسكع في زقاق المنفى

لوهلة مررت
بجانب ذاكرتي
فحجزت لها
رصيفا و مقعدان
على اليمين ظلي
ويسارا قنينة علقم
وعويل ريح يتوكأ
على صولجان
حولهما تطوف
بنات أفكاري
أراني من بعيد
مقبلة أحمل قنديلي
المهترئ ...
وخطوات تركض بداخلي
تسكب على الجمر
صداا ،،،
وضجرا ،،،،
يباغتان صهيل هشاشتي
و صمودي عجوز مقعد
يهرول ،،،،
يتمدد
في جنبات العتمة ،،
يتنقل بين الأزقة
وقفار موحش
يخاطب النائمين
في صحار .... خاوية
يتساءل من أين و لما ؟
كل هذه المسالك الضريرة
تنزف قدماي
متعب مشواري
عطشان ،،
و مميت هذاالطواف
يلوك في العدم
بين الفواصل
أركن للحظات
أتأكد أني على قيد
الغياب ،،،
ألتمس عذرا
لجميع أسئلتي
أقنعني ... لأسامر
ظلي ومقعدي ،،
و أحتسي على حسابهما
أقداح خيبتي
بجانب الرصيف
شارع يقضم المسافات
ودكاكين تروي العبر
و الحكايات ،،،
حانات و عمارات
تصفقان للغياب
بالقرب مني
عجوز شاردة
تصدح مواويل
الخفافيش
تنسج حلكة ليل
وغيمة تستفز
مواقد الحنين
قمر حزين
يرقب مضجع فجر
تاه بين اللفحات
و عناد المسافات
تطحنه التساؤلات
تطفو على ملامحه
الرماد ،،،
لا أزالني أنا أرتعش
أبحث عن طيفي
المعلق على أسوار
اللاوعي ،،
أهيم بالغرق في
وخزات العمر ،،،
تجرفني وراءها
أهواال الذكريات
تشق بي دروبا
شائكة بالخراب
حروبا و دمارا
كمد وجزر
تتدافع أمواجي
الجميع أقفل في
وجه الحقيقة
أبوابه ،،
وسدل أستاره
عدا ظلي لا يزال
يتسكع في أزقة
المنفى ،،،
يلتحف الظلام
ينقش على الصقيع
إرتعاشاتي ،،،
يعانق محطات الخوف
و ذعري يصطك بشراييني
عبثا أدير حديثي
بين قنينتي و مداعبتي
لسجارتي ،،،
أشد جراح غربتي
و أكمل مسير ترحالي

---------------
حورية بنمربي - الجزائر-

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى