- 1 -
لم تُجْدِ القواطع الحديديّة الرَّفيعة التي استبدلوا بها الحاجزَ الإسمنتيّ الوسطيّ العريض، في التخفيف من أزمة السَّير في وسط المدينة. الزحمةُ الخانقةُ ما زالت على حالها، ولهاثُ الميكانيك على أشدِّهِ هذا الصَّباح.
هناك أبصرتُه، يحدّقُ بي بعينين قاسيَتَين تعلوهما جبهةٌ مقطّبة، من المرآة الجانبية لسيَّارته السوداء نوع بي أم دبليو من الطراز المعروف بين العامَّة بـ«البومةِ» ذات الزجاج الدَّاكن. عَيناهُ تشبِهانِ إلى حدٍّ بعيدٍ عينَي بومة، كأنما اقتطع أحدهم طولياً جزءاً من المساحةِ الفاصلة بينَ العينينِ في الوجه، فالتصَقتا، وزادتا ملامحه قدرةً على إثارةِ الرّعب. ولكنَّ نظرةَ البومةِ أكثر رأفةً ورقّةً دونَ شكّ. سيكونُ منطقيّاً أكثر تشبيهُ وجهِهِ بوجهِ ذئب. وجهٌ ذئبيّ بأثر لجرحٍ طوليّ قديمٍ يزيدُهُ تشوّهاً. لو كَان للقَسوةِ وجهٌ لكانَ وجه هذا الرجل المتربِّص بي منذُ الصَّباح.
يبدو أنَّ التهديدَ جديّ هذه المرّة!
تلقيتُ الكثيرَ من التهديداتِ منذُ بدايةِ عملي في القضاء، وأصررتُ دائماً على إهمالِ نصيحةِ والدي بأن أتخذ لنفسي حارساً شخصيّاً. ولكنني تيقَّنتُ أنَّ الأمرَ مختلفٌ هذه المرَّة، وأنَّ خصمي ليسَ مُجرِماً «مقطوعاً من شجرة» يحترفُ الاستقواءَ بزندِهِ فَحَسب.
- 2 -
تذكَّرتُ جلال، صَديقي الذي خَطَفَ الآثِمونَ ابنتَه قبلَ سنوات، وألقوا بِها من على سطحِ بناءٍ عالٍ.
كان جلال طوال سني خدمته في السلكِ القضائيّ رَجُلاً بِلا حكاية، وجهاً بِلا ملامِح محدّدة، مهنيّتُهُ المفرِطةُ جَعَلتْه يبدو في عيونِ الآخرين بارداً كآلة، يتقن إخفاءَ مشاعرَه وانفعالاتِهِ عن المتقاضين أمامه، كما عن أصدقائِهِ، حتى تُحِسّ أنَّه وُلِدَ مِن دونِها. ولكنَّه حينَ دخلَ إلى القاعةِ بهامةٍ مرفوعة، وقامةٍ مُنتصِبة، وخطىً ثابتةٍ يوقّعها على الأرضِ كأنَّما ليوقظَها – ابنة الكلبِ النائمة (1).
غريغوري ثيلكي ــ «مِنْ خلفِ زجاجِ نافذةٍ» (زيت على ورق، 2012).
ووقفَ أمامَ قوسي مُحَدّقاً في عَينيَّ بحزمٍ وثبات، أحببتُهُ كما لمْ أحبَّهُ من قبل. كان رجلاً بِحقّ وقد تحرّر من قيودِ الحيادِ والموضوعيةِ والبرودِ التي تفرضُها مهنةٌ لم يمارسها يَوماً إلا برجولة.
وحينَ علا نواحُ القابعِ في القفصِ بذلةٍ ومَسكَنة، التفتُّ إلى المفارقة. بدا كما لو أنَّ ذلكَ المنتظِرَ حُكمي بعدَ دقائق، وقد ثبتَتْ إدانتُهُ بتنفيذِ «العمليّة» هو من فَقَدَ ابنتَه، لا جلال. فِعلاً: «يَرضى القتيلُ وليس يَرضى القاتلُ»!
خَرَجَ جلال من القاعةِ بعد أن أدلى بإفادتِهِ المقتضبةِ أمامي، بخطىً واثقة كما دخلها، وكما خرج من سلك القضاء نفسه، ولكنَّه لم يخرج من قلبي منذ تلكَ اللحظة.
- 3 -
تنتَشلُني من ذكرياتي أصواتُ أبواقِ السيَّاراتِ خلفي، فالسَّير قد انفرَجَ قليلاً وتحرَّكت المركباتُ إلى الأمامِ سنتيمتراتٍ معدودة. أتقدّمُ ببطءٍ وعينايَ لا تفارقانِ مرآةَ السيارةِ أمامي، وفي المرآةِ عينان لا تفارقان وجهي.
أفكّرُ أنَّ المطارِدَ ينبغي أنْ يكونَ خَلفي لا أمامي، ولكنَّني أتذكَّر أنَّ أكثرَ مِن سيَّارة يمكنُ أن تتعقَّبَني، وأن الرَّجلَ المقطّبَ في «البومةِ» قد يقتصرُ دورُه على سدِّ الطريقِ في وَجهي لمَنعي مِنَ الهروب. أنظرُ في المرآةِ الأماميَّةِ فلا أجدُ في السيَّاراتِ خلفي ما يُريب، ليسَ بينَها سيَّارةٌ واحدةٌ سوداء بزجاجٍ داكنٍ كبومةِ ذي التقطيبة، بَل تتقدَّمُها سيَّارةٌ رياضيَّةٌ بيضاء مِن طرازٍ حديث، يَبعثُ مرآها على الانشراح. أعودُ إلى التركيز عَليهِ مُجدَّداً خشيةَ أنْ يباغتَني بطلقةٍ قد يساعدُني الانتباهِ على الاحتماءِ منها والابتعادِ عن مسارِها.
هو مكلَّف بتنفيذِ «المهمَّة» بمفردِهِ إذاً! سَـ«يحمِلُها» وحده، كَما فعلَ قاتلُ ابنةِ جلال، الذي رَفَضَ الاعترافَ بِهويَّةِ مُحرِّضِيه. كان كل همّه أن يعانِد المنطقَ الطبقيّ ويورِث عائلتَهُ المعدَمة شيئاً يُذكَر.
يَتحرَّكُ السَّيرُ مُجدَّداً إثر انفراجةٍ مفاجئة، يَهمُّ صاحبُنا بمجاراتِهِ، ولكنَّه لا يلبثُ أنْ يتوقَّف. هل حانتْ لحظة التنفيذ؟ لا.. لقد توقَّفَ إفساحاً في المجالِ لعجوزٍ تمشي بِصُعوبة مُتَّكِئةً على عَصاها، كَي تعبرَ الشَّارع. يا لهذا القاتلِ المرهف!
أَنتبهُ إلى أنَّ المسافةَ بينَ سيَّارتِهِ وبين العوائقِ الرفيعةِ تسمحُ بمرورِ سيَّارتي الصَّغيرة. شكراً لمن أزالَ الحاجزَ الإسمنتيَّ العريض! أراقبُ بِدقَّةٍ خطواتِ العجوزِ محتسِباً الوقتَ اللازمَ لاجتيازها المسلَك، واللحظةَ المناسبةَ للضَّغطِ على دوَّاسةِ البنزين والانطلاق متجاوزاً سيَّارته.
وفي اللحظة نفسها، تصفر قربَ رأسي رَصاصةٌ اخترقت زجاجَ سيَّارتي الخلفيّ ثمَّ الأماميّ، واستقرَّت في الهيكل المعدني للبومةِ السوداء أمامي! أحني رأسي بحركةٍ لا إراديَّة، وأنا في طور الانحناءِ ألمحُ في المرآةِ الأماميَّةِ رَجُلاً يدخل نصفه العلويّ بسرعةٍ من نافذةِ السيَّارة الرياضيَّةِ البيضاء خلفي وفي يدِهِ مسدس حربيّ مزوّد بكاتمٍ للصوتِ يحاولُ إخفاءه سريعاً.
وبِفَضلِ كاتمِ الصَّوتِ هَذا، يَبدو أنَّ أحداً لم ينتبِه إلى ما حَدَثَ في الزّحامِ سوايَ أنا وسائق «البومة السَّوداء». كانَ الرجلُ مجرّدَ ضحيّةٍ صامتةٍ تأجّلَ موتُها قليلاً، مثلي، ولعلَّهُ بدافعٍ من ارتباكِهِ تأخّر في الانطلاق بِسيَّارته رغمَ ابتعادِ العجوز. أتجاوزُه مُسرعاً وأنا أتكوَّم فوق المقودِ كَسائقٍ تحت التمرين. وحينَ أصيرُ بِموازاتِهِ أسترقُ نظرةً باتجاهِهِ فألمحُ وجهاً سليماً من أي جرح أو تشوّه، وسيماً ينضحُ باللطفِ والطيبة، وإلى جانبِهِ طفلٌ - لم أرَه من قبل - لا يَقلُّ عَنهُ وَسامةً ولا ذعراً. أفكّرُ أنَّ سبباً قاهراً دفعَهِ إلى تَظليلِ زُجَاجِ سَيَّارتِهِ الخَلفيّ، وَتَضليلي، من دون شكّ. ألمحُ المرآةَ الجانبيّةَ لسيَّارتِهِ أيضاً، وفيها شرخٌ طوليٌّ لا يُرَى إلا عَن قُرب!
(1) ابنة الكلب النائمة: تعبيرٌ مقتبَس من رواية «الشمس في يوم غائم» لحنا مينه، ويقصد به الإشارة إلى الأرض.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(*) من مجموعة قصصية صدرت حديثاً بعنوان «بناية الشيوعيين» (دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمَّان ـــ 2022).
لم تُجْدِ القواطع الحديديّة الرَّفيعة التي استبدلوا بها الحاجزَ الإسمنتيّ الوسطيّ العريض، في التخفيف من أزمة السَّير في وسط المدينة. الزحمةُ الخانقةُ ما زالت على حالها، ولهاثُ الميكانيك على أشدِّهِ هذا الصَّباح.
هناك أبصرتُه، يحدّقُ بي بعينين قاسيَتَين تعلوهما جبهةٌ مقطّبة، من المرآة الجانبية لسيَّارته السوداء نوع بي أم دبليو من الطراز المعروف بين العامَّة بـ«البومةِ» ذات الزجاج الدَّاكن. عَيناهُ تشبِهانِ إلى حدٍّ بعيدٍ عينَي بومة، كأنما اقتطع أحدهم طولياً جزءاً من المساحةِ الفاصلة بينَ العينينِ في الوجه، فالتصَقتا، وزادتا ملامحه قدرةً على إثارةِ الرّعب. ولكنَّ نظرةَ البومةِ أكثر رأفةً ورقّةً دونَ شكّ. سيكونُ منطقيّاً أكثر تشبيهُ وجهِهِ بوجهِ ذئب. وجهٌ ذئبيّ بأثر لجرحٍ طوليّ قديمٍ يزيدُهُ تشوّهاً. لو كَان للقَسوةِ وجهٌ لكانَ وجه هذا الرجل المتربِّص بي منذُ الصَّباح.
يبدو أنَّ التهديدَ جديّ هذه المرّة!
تلقيتُ الكثيرَ من التهديداتِ منذُ بدايةِ عملي في القضاء، وأصررتُ دائماً على إهمالِ نصيحةِ والدي بأن أتخذ لنفسي حارساً شخصيّاً. ولكنني تيقَّنتُ أنَّ الأمرَ مختلفٌ هذه المرَّة، وأنَّ خصمي ليسَ مُجرِماً «مقطوعاً من شجرة» يحترفُ الاستقواءَ بزندِهِ فَحَسب.
- 2 -
تذكَّرتُ جلال، صَديقي الذي خَطَفَ الآثِمونَ ابنتَه قبلَ سنوات، وألقوا بِها من على سطحِ بناءٍ عالٍ.
كان جلال طوال سني خدمته في السلكِ القضائيّ رَجُلاً بِلا حكاية، وجهاً بِلا ملامِح محدّدة، مهنيّتُهُ المفرِطةُ جَعَلتْه يبدو في عيونِ الآخرين بارداً كآلة، يتقن إخفاءَ مشاعرَه وانفعالاتِهِ عن المتقاضين أمامه، كما عن أصدقائِهِ، حتى تُحِسّ أنَّه وُلِدَ مِن دونِها. ولكنَّه حينَ دخلَ إلى القاعةِ بهامةٍ مرفوعة، وقامةٍ مُنتصِبة، وخطىً ثابتةٍ يوقّعها على الأرضِ كأنَّما ليوقظَها – ابنة الكلبِ النائمة (1).
غريغوري ثيلكي ــ «مِنْ خلفِ زجاجِ نافذةٍ» (زيت على ورق، 2012).
ووقفَ أمامَ قوسي مُحَدّقاً في عَينيَّ بحزمٍ وثبات، أحببتُهُ كما لمْ أحبَّهُ من قبل. كان رجلاً بِحقّ وقد تحرّر من قيودِ الحيادِ والموضوعيةِ والبرودِ التي تفرضُها مهنةٌ لم يمارسها يَوماً إلا برجولة.
وحينَ علا نواحُ القابعِ في القفصِ بذلةٍ ومَسكَنة، التفتُّ إلى المفارقة. بدا كما لو أنَّ ذلكَ المنتظِرَ حُكمي بعدَ دقائق، وقد ثبتَتْ إدانتُهُ بتنفيذِ «العمليّة» هو من فَقَدَ ابنتَه، لا جلال. فِعلاً: «يَرضى القتيلُ وليس يَرضى القاتلُ»!
خَرَجَ جلال من القاعةِ بعد أن أدلى بإفادتِهِ المقتضبةِ أمامي، بخطىً واثقة كما دخلها، وكما خرج من سلك القضاء نفسه، ولكنَّه لم يخرج من قلبي منذ تلكَ اللحظة.
- 3 -
تنتَشلُني من ذكرياتي أصواتُ أبواقِ السيَّاراتِ خلفي، فالسَّير قد انفرَجَ قليلاً وتحرَّكت المركباتُ إلى الأمامِ سنتيمتراتٍ معدودة. أتقدّمُ ببطءٍ وعينايَ لا تفارقانِ مرآةَ السيارةِ أمامي، وفي المرآةِ عينان لا تفارقان وجهي.
أفكّرُ أنَّ المطارِدَ ينبغي أنْ يكونَ خَلفي لا أمامي، ولكنَّني أتذكَّر أنَّ أكثرَ مِن سيَّارة يمكنُ أن تتعقَّبَني، وأن الرَّجلَ المقطّبَ في «البومةِ» قد يقتصرُ دورُه على سدِّ الطريقِ في وَجهي لمَنعي مِنَ الهروب. أنظرُ في المرآةِ الأماميَّةِ فلا أجدُ في السيَّاراتِ خلفي ما يُريب، ليسَ بينَها سيَّارةٌ واحدةٌ سوداء بزجاجٍ داكنٍ كبومةِ ذي التقطيبة، بَل تتقدَّمُها سيَّارةٌ رياضيَّةٌ بيضاء مِن طرازٍ حديث، يَبعثُ مرآها على الانشراح. أعودُ إلى التركيز عَليهِ مُجدَّداً خشيةَ أنْ يباغتَني بطلقةٍ قد يساعدُني الانتباهِ على الاحتماءِ منها والابتعادِ عن مسارِها.
هو مكلَّف بتنفيذِ «المهمَّة» بمفردِهِ إذاً! سَـ«يحمِلُها» وحده، كَما فعلَ قاتلُ ابنةِ جلال، الذي رَفَضَ الاعترافَ بِهويَّةِ مُحرِّضِيه. كان كل همّه أن يعانِد المنطقَ الطبقيّ ويورِث عائلتَهُ المعدَمة شيئاً يُذكَر.
يَتحرَّكُ السَّيرُ مُجدَّداً إثر انفراجةٍ مفاجئة، يَهمُّ صاحبُنا بمجاراتِهِ، ولكنَّه لا يلبثُ أنْ يتوقَّف. هل حانتْ لحظة التنفيذ؟ لا.. لقد توقَّفَ إفساحاً في المجالِ لعجوزٍ تمشي بِصُعوبة مُتَّكِئةً على عَصاها، كَي تعبرَ الشَّارع. يا لهذا القاتلِ المرهف!
أَنتبهُ إلى أنَّ المسافةَ بينَ سيَّارتِهِ وبين العوائقِ الرفيعةِ تسمحُ بمرورِ سيَّارتي الصَّغيرة. شكراً لمن أزالَ الحاجزَ الإسمنتيَّ العريض! أراقبُ بِدقَّةٍ خطواتِ العجوزِ محتسِباً الوقتَ اللازمَ لاجتيازها المسلَك، واللحظةَ المناسبةَ للضَّغطِ على دوَّاسةِ البنزين والانطلاق متجاوزاً سيَّارته.
وفي اللحظة نفسها، تصفر قربَ رأسي رَصاصةٌ اخترقت زجاجَ سيَّارتي الخلفيّ ثمَّ الأماميّ، واستقرَّت في الهيكل المعدني للبومةِ السوداء أمامي! أحني رأسي بحركةٍ لا إراديَّة، وأنا في طور الانحناءِ ألمحُ في المرآةِ الأماميَّةِ رَجُلاً يدخل نصفه العلويّ بسرعةٍ من نافذةِ السيَّارة الرياضيَّةِ البيضاء خلفي وفي يدِهِ مسدس حربيّ مزوّد بكاتمٍ للصوتِ يحاولُ إخفاءه سريعاً.
وبِفَضلِ كاتمِ الصَّوتِ هَذا، يَبدو أنَّ أحداً لم ينتبِه إلى ما حَدَثَ في الزّحامِ سوايَ أنا وسائق «البومة السَّوداء». كانَ الرجلُ مجرّدَ ضحيّةٍ صامتةٍ تأجّلَ موتُها قليلاً، مثلي، ولعلَّهُ بدافعٍ من ارتباكِهِ تأخّر في الانطلاق بِسيَّارته رغمَ ابتعادِ العجوز. أتجاوزُه مُسرعاً وأنا أتكوَّم فوق المقودِ كَسائقٍ تحت التمرين. وحينَ أصيرُ بِموازاتِهِ أسترقُ نظرةً باتجاهِهِ فألمحُ وجهاً سليماً من أي جرح أو تشوّه، وسيماً ينضحُ باللطفِ والطيبة، وإلى جانبِهِ طفلٌ - لم أرَه من قبل - لا يَقلُّ عَنهُ وَسامةً ولا ذعراً. أفكّرُ أنَّ سبباً قاهراً دفعَهِ إلى تَظليلِ زُجَاجِ سَيَّارتِهِ الخَلفيّ، وَتَضليلي، من دون شكّ. ألمحُ المرآةَ الجانبيّةَ لسيَّارتِهِ أيضاً، وفيها شرخٌ طوليٌّ لا يُرَى إلا عَن قُرب!
(1) ابنة الكلب النائمة: تعبيرٌ مقتبَس من رواية «الشمس في يوم غائم» لحنا مينه، ويقصد به الإشارة إلى الأرض.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(*) من مجموعة قصصية صدرت حديثاً بعنوان «بناية الشيوعيين» (دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمَّان ـــ 2022).