محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - جُرح على كتفك

جُرح
على كتفك
وحديقة من المشعوذين
يتلون فراشاتك القديمة
في غبار الرماد
و مطر يتسكع بين نهديكِ ، كقطيع جنرالات يتفقدون رائحة الصرخات الاخيرة للموتى
هكذا انظر لكِ
بعد سنين من الحُزن
والافلات
والارتباك
انظر اليكِ كرصيف يُشاهد صحراء تأكل بحراً من النساء
كوطن يرى اعلامه تتحول لمنشفات ، واربطة احذية ، وضمادات لجرحى الغزاة
بينما روحه ، تفتقر شريحة أسف
من وجهكِ تتساقط قشور أيام جافة
وعلى يديكِ الحارتين كامرأة عارية في رصيف محتشد بالنظرات
يزحف رجال
آراهم
انا المرابط على شفتيكِ القادمتين من طُرق وعرة
انتظر كلماتك الملطخة بالندبات
و قُطاع طرق
استلفوها لشتائمهم الليلية ، حين يظفرون بإناث عذراوات ، ويثملون بين اثدائهن المستغيثة بألهة عمياء
انا العالق
بين حذائك الذي طعن اخر خطواتنا معاً
وانفلت
كظل خرج من مؤامرة الضوء سالما
وابتلعته الاجساد
بعد كل هذا الحزن
من أي يد يمكننا أن نتصافح
من أي رائحة ابدأ ارتكابك
وأي رجل ازيحه اولاً ، لاُثرثر حول المساء
اعتقد أن الوقت هو المعادل الرسمي للنسيان
او للتصدع
و أن المصافحات ايضاً في مرحلة ما تشيخ
لأن الايدي القديمة تكون قد تساقطت كثمار متعفنة ، كجذام تعافى ، وكطلاء كتدرائية قديمة نسيتها الالهة
او تركتها لاسفار مبتكرة بحنكة الحظ ومطارق المشعوذين
من أي فم ابدأ بتقبيلك
وهل الفم الذي اثمر في الماضي
ممرات نحو الغُرف السرية للذة هو ذات الفم الذي نفث احطاب المحرقة؟
هل لا تزال في عنقك تقبع بوابة القرية
التي عبرها
تدحرجنا نحو الطفولة
تمرنا فوق الحصى والرمال على التحول لماء
وتسلقنا في اخر القُبلة
شجرة اغصانها عصافير ، وتثمر بقدر ما تتدفق من فمنا ، لحظات لزجة وناعمة كالفطريات
سنقف طويلاً الآن
لنجرب أن نكره أننا التقينا
لنرى بعضنا في بعضنا نتهاوى كمجسمات مخلة
وكضمير نسيّ كيف يبكي في طريقه بين الجُثث
ولنتعلم ان نكره اننا التقينا
ونكره أن الحب في لحظة ما ، كان يجبرنا على ابتكار الشعر ، دون أن ندري
وعلى ابتكار اسباب كثيرة للتقبيل
من ضمنها
إلتهام ابتسامة ، خرجت من الفرن لتوها
حارة
ومليئة بالفخاخ

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى