محمد زايد الألمعي - عندما يهبط البدو

عندما يهبط البدو تصحو المدينة من بين فولاذها ذاهلة
والنساء يرتبن أوقاتهن بكيد الغواية
كي ينصرفن إلى راحة القافلة
ينتفضن لأضيافهن من الكسل المتخشب في مخدع العائلة

عندما يهبط البدو تغدو الفضائح قمح المدينة
والجنس غيمتها الجاهلة
والغوايات تلبس وجه الضيافة للمتخمين الجياع الى الشهوة الرافلة
يتنازل عن مخدع الأهل بؤس الرجال
يغضون طرف الخيانة للغزوة السافلة
عندما يهبط البدو ليل المدينة
تغدو مضاربهم مدنا للردى آيلة
وتغدو نساء المدينة
ما بين حالمة بالفحولة أو حيزبونا تراودها نزوة عاقلة

عندما يهبط البدو
يغدو الرجال مسوخاً على الشرفات
وتغدو النساء كؤوسا مثقبة بالحنين إلى وسخ السابلة
وتندلق الأغنيات بقيح المدينة ينشع من روحها الذابلة
واللغات التي كتبت تنمحي لفظة لفظة
والبلاغة تنحل
فاصلة فاصلة

هكذا يصرع البدو روح المدينة
والجوع يلقي الأنوثة
مسفوحة غافلة
هكذا يرجع البدو نحو مضاربهم
يحرسون نساء القبيلة
والعترة الفاضلة...!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى